دور بارز في غرس الروح الوطنية

 كان الرياضيون الجزائريون في مقدمة الكفاح الكبير الذي خاضه شعبنا من أجل تحرير الوطن من المستعمر الفرنسي، حيث لعبت الأندية الجزائرية التي كانت تنشط في مختلف البطولات دورا كبيرا لرفع وعي الجماهير وغرس الروح الوطنية فيها.

وقد شددت عليها الشرطة الفرنسية الرقابة وضايقتها بعد أن امتزجت نشاطاتها بين الرياضة والسياسة، واحتوت في صفوفها مناضلين سعوا جاهدين إلى تغطية نضالهم السياسي على غرار ما فعله البطل الكبير العربي بن مهيدي الذي انضم إلى اتحاد بسكرة أثناء تواجده ضمن المنظمة السرية التي انكشف أمرها في 1950 والقائد البارع ديدوش مراد الذي كان رياضيا في الجمباز وأسس نادي الراما بـ “كلو سالمبي” (المدنية حاليا) والمناضل الفذ سويداني بوجمعة الذي كان لاعبا في النادي الشهير ترجي قالمة.

وقد ظهر التباين بشكل واضح منذ بداية الخمسينيات بين الأندية الجزائرية والأندية التي كانت تضم في صفوفها اللاعبين الفرنسيين، من خلال التنافس الحاد الذي كان يطبع مواجهاتها الكروية، حيث كان الرياضيون الجزائريون والجماهير المساندة لها يظهرون كراهيتهم الشديدة لمنافسيهم الفرنسيين.

وجاءت سنة 1956 التي لبت فيها الأندية الجزائرية نداء جبهة التحرير الوطني مثلما فعل الطلبة، حيث توقفت عن النشاط الرياضي لتؤكد أنها منصهرة في تطلعات شعبها الأبي، وتدعمت الثورة بقوافل من الشباب يتمتع بروح التضحية، حيث أثبت إخلاصه وولاءه للوطن وضحى في الجبال والمدن.

ولم يقتصر النضال الرياضي على التراب الوطني فحسب، بل تعداه وبرز ذلك من خلال إنشاء فريق جبهة التحرير الوطني في أفريل 1958 بتونس، تم تشكيله من لاعبين محترفين الذين كانوا ينشطون في البطولة الفرنسية وأوقع هروبهم من فرنسا والتحاقهم بالثورة ضربة موجعة للمستعمر، وأحدث ذلك صدى إعلاميا كبيرا عبر العالم خدم القضية الجزائرية على جميع الأصعدة.

وسعى رفاق مخلوفي إلى تعريف كفاح الشعب الجزائري من خلال الدورات التي قاموا بها في عدة مناطق من العالم، حيث استمر نضالهم الرياضي إلى غاية الحصول على الإستقلال.

ولمن يتصفح تاريخ الأندية الجزائرية، يكتشف العدد الهائل من الرياضيين الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل أن تحيا الجزائر وتنال استقلالها.

فقد كتبت الرياضة الجزائرية خلال الحقبة الإستعمارية صفحات خالدة من التضحية والنضال بتقديمها لقوافل من الشهداء لا يتسع ذكر أسمائهم كلهم.