دوار اعمريون من التجمعات السكانية الكثيفة القريبة جدا من مركز بلدية الميلية، ويعتبره البعض جزء منها لتواجده على حواف المدينة، ويتواجد أيضا على الطريق الوطني رقم 27، وقريب جدا من المنطقة الصناعية بلارة، تقابلها منطقة أولاد بوزيد. كما يعتبر من الدواوير الكبيرة على مستوى البلدية، لكنه ورغم قربه من المدينة وتواجده على أطرافها، فإنه وحسب وصف سكانه يعد من أفقر المناطق، من حيث انعدام المرافق العمومية المختلفة وغياب محفزات الحياة.
ونظرا لصعوبة المنطقة من حيث النقائص المسجلة فيها، فقد كلفنا سكان اعمريون بإيصال انشغالاتهم التي يرونها مشروعة وبسيطة إلى السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية، آملين التدخل العاجل لتغيير واقع الدوار، عن طريق توجيه مشاريع تنموية مختلفة لبعث الحياة فيه، لتحسين ظروف معيشتهم وتخفيف معاناتهم، وعلى رأس هذه المعاناة مياه الشرب، الغاز الطبيعي، التطهير، النقل المدرسي، البناء الريفي، تدهور وضعية الطرق وانعدامها إلى جانب الإنارة العمومية.
في هذا الإطار، أكد محدثونا على الوضعية المتدهورة للحي، وأنهم لغاية اليوم فقد استنفذوا كل السبل، ولم يجدوا من يتكفل بانشغالاتهم، حيث أشاروا إلى أنهم قدموا عشرات الشكاوى لبلدية الميلية خاصة حول أهم المطالب، وهي الماء، التطهير، الغاز وإصلاح الطريق الذي يتوسط ويربط أجزاء الجوار.
الدوار ترك بصمته في تاريخ الثورة التحريرية
محدثونا أكدوا أن دوار اعمريون ترك بصمته الكبيرة في صفحات الثورة التحريرية بالمنطقة، بمساهمة خيرة أبنائه في محاربة الاستعمار، وأشاروا إلى استيلاء الاستعمار الفرنسي على أراضيهم الخصبة وتهجيرهم إلى المناطق الجبلية الوعرة، وإلى أراضي غير صالحة للفلاحة، ويقع الدوار على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط من المنطقة الصناعية بلارة، كما يبلغ عدد سكانه ــ حسبهم ــ حوالي 3000 نسمة، موزعين على عدة أحياء، أهمها وسط اعمريون _الجامع_، لحميورات، الجرف، بوالقرعة، الكنطيلة، كيروان، بودينار، الدرع دي بن زايد، القبلي، الطهر، اطهر الداب، الدمنة والفوقية، ويشيرون إلى أن دوار اعمريون ومنذ عدة سنوات، ولأنه يجاور المنطقة الصناعية بلارة، فقد أصبح منطقة جذب للسكان، وهو ما زاد في وتيرة نمو عدد ساكنيه مع تخوفهم الكبير من حدوث أوبئة وانتشارها، كما تأسفوا كثيرا لتحويل المتوسطة التي كانت مبرمجة للإنجاز بهذا الدوار إلى مشتة أولاد بوزيد.
معاناة نفسية للأمهات حتى إلى حين رجوع أبنائهم من الدراسة سالمين
هذه النقطة بالذات كانت محل تأكيد على الخطر الذي وضع فيه أبناؤهم، الذين يرغمون على قطع مسافة ثلاثة كيلومترات مشيا على الأقدام على حواف الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 27 بحي الكنطيلة إلى غاية منطقة بلارة، أين تتواجد المتوسطة الجديدة، وهو ما يفرض على الأطفال إما سلوك هذا الطريق الولائي الاجتنابي رقم 38 رغم حركة المرور الكبيرة التي يعرفها، وخاصة من طرف المركبات من الوزن الثقيل، _الشاحنات_، وهو ما يهدد حياة أبنائهم بشكل متواصل، أو العبور عبر الوادي الكبير في حالة تحسن الظروف الطبيعية.
وقد أدى ذلك في كلتا الحالتين إلى معاناة كبيرة للأهالي، وخاصة الأمهات الذين لا يغمض لهم جفن، حتى إلى غاية عودة أبنائهم من الدراسة سالمين، وعليه فإنهم يطالبون بإنجاز متوسطة جديدة في منطقة اعمريون للتكفل بفلذة أكبادهم والطمأنينة عليهم.
المطالبة بتوفير مياه الشرب
ونظرا لحدة الطلب على المياه، فإنهم يطالبون بتزويد المنطقة بمياه الشرب، خاصة أنهم أكدوا أن شبكة التوزيع قد أنجزت في سنة 2012 لكن المياه ما زالت لم تصل إلى حنفيات بيوتهم، كما أكدوا أن قنوات الجر والتوزيع أيضا قد تعرضت للتلف، ورغم استفساراتهم وشكاويهم المقدمة في هذا الإطار ــ كما يؤكدون ــ فإن الأسباب التي قدمت لهم من طرف مسؤولي الجزائرية للمياه وحتى الإدارة تبقى غير مقنعة، ورغم ذلك يبقى المشروع متوقفا منذ سنة 2012، وهو السؤال الذي يطرح على مسؤولي القطاع!؟
تهيئة الطريق الرئيسي وفتح طرق ومسالك جديدة لربط الأحياء
حدثنا الأهالي عن تدهور وضعية الطريق الذي يتوسط الدوار، والذي يمتد على عدة كيلومترات صعودا إلى قمة الجبل، وهو ما زاد الطين بلة، وأصبحت حركة السيارات صعبة على هذا المحور الذي أنجز منذ سنين باستعمال التزفيت بالبيكوش _BICOUCHE_، حيث نجده اليوم، قد تعرض لتدهور كبير، أين تحولت بعض محاوره إلى حفر مختلفة الأحجام، والسبب في ذلك يعود إلى مقاولة إنجاز شبكة مياه الشرب التي لم تتحقق هي الأخرى، وأدى ذلك إلى تردي حالته مع غياب عمليات الصيانة، وهو ما يجعله اليوم غير صالح للاستعمال، ونظرا لأهميته فإنهم ــ كما يؤكد الأهالي ــ يطالبون بإعادة تهيئته بالإسفلت، كما هو معمول به في مختلف المناطق، ومن جهة أخرى فإن البعض منهم يطالب بفتح طرق ومسالك جديدة لفك العزلة عن كثير من البيوت المعزولة وربطها ببعض، ومنها الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 27 وعين الصفيصفة مرورا بالزبيرة وأماد، وكذلك الطريق الرابط بين البرواقة والطريق المعبد أعمريون مرورا بالدمنة، والطريق الثالث هو الطريق الرابط بين الدرع دي بن زايد والجامع وسط أعمريون بالقبلي.
تزويد السكان بالغاز الطبيعي من الأولويات
من الأولويات التي تحدثوا عنها، ربط بيوتهم بالغاز الطبيعي، وهو ما سيخفف عنهم معاناتهم في رحلة البحث عن قوارير غاز البوتان، التي تزداد حدة وصعوبة مع حلول كل موسم شتوي، فيضطر الأهالي لاقتنائها حتى ولو كانت أسعارها مرتفعة، ومنهم من يلجأ إلى استعمال الحطب لمقاومة البرد القارس الذي تعرف به المنطقة، وفي هذا الشأن يؤكدون على ضرورة تزويد الدوار بالغاز الطبيعي، لأن اعمريون حسبهم ورغم كثافته السكانية فقد بقي بدون غاز، وقد أشاروا إلى أن هذا المطلب كان من قبل محل دراسة قام بها مكتب دراسات في سنة 2014، لكنه لحد اليوم ما زال حبرا على ورق، ولم يستطع من حضر عمليات إجراء الدراسة معايشة فرحة الربط بالغاز الطبيعي، ومنهم من قضى نحبه ولم يعش تلك اللحظة.
توفير النقل المدرسي وإنجاز متوسطة
ونظرا للخطورة التي تهدد أبناء الدوار بشكل يومي ومتواصل خلال تنقلهم إلى المتوسطة المتواجدة بمنطقة أولاد بوزيد، أين يفرض عليهم قطع المسافة على حافة الطريق الولائي رقم 38 الرابط بين الطريق الوطني رقم 27 من الكنطيلة ليصل إلى الطريق الوطني رقم 43، وبين الكنطيلة وأولاد بوزيد، أخطارا باعتبار أن الطريق الاجتنابي يستعمل بدرجة كبيرة من طرف شاحنات الوزن الثقيل، وهو ما يزيد من درجة الخطر، وخاصة أن الطريق يقطعه جسرا، يرغم الأطفال على عبوره بالقرب من المركبات، وعن هذا أكد محدثونا على ضرورة توفير النقل المدرسي بصفة استعجالية، حفاظا على الأطفال من حوادث المرور أو من الأحوال الجوية، وهي البرد والحر، وبالمناسبة ولكون عدد الأطفال المتمدرسين مرتفع يطالبون أيضا بإنجاز متوسطة في المنطقة تفاديا لعناء التنقل في الظروف الصعبة والمسافة البعيدة.
إنجاز شبكة التطهير ضرورة لتفادي الأوبئة والأمراض
ومن الأخطار المحدقة بالأهالي، التي تهدد الصحة العامة في المنطقة برمتها، مشكلة انعدام شبكة الصرف الصحي على مستوى الدوار، وهو ما أجبر الجميع على إنجاز الحفر الصحية بطريقة عشوائية، التي أصبحت منتشرة بتعداد العائلات، وهو ما يرونه خطرا حقيقيا يهددهم، خاصة أنها وجهت جميعها لتصب في شعاب المنطقة، وهو ما يعتبرونه خطرا يمكن أن يتسبب في حدوث أوبئة وأمراض، أو حتى عن طريق الحيوانات التي يمكن أن تصاب هي في حد ذاتها بهذه الأمراض، ويمكن أن تنقل العدوى إلى السكان.
عن هذه الوضعية يطالب السكان بضرورة التدخل العاجل لإنجاز شبكة التطهير على مستوى الدوار، وقد أشاروا إلى أن هذه العملية قد سبق وأن أجريت لها دراسة، لكنها بقيت في رفوف البلدية بدون تجسيد، وقد أرجعوا هذه الوضعية إلى أسباب شخصية ضد أهالي اعمريون لأنهم لم يكونوا في نفس توجه بعض المسؤولين.
الإنارة العمومية لحماية الأشخاص والممتلكات
من النقائص التي اعتبروها ضرورية، وتستدعي الإنجاز، وبشكل عاجل، تكثيف شبكة الإنارة على مستوى أحياء الدوار، بحيث أن وضعية المنطقة في الوقت الحالي تضع السكان في حرج متواصل خلال الفترة الليلية، وخاصة في حالة اضطرار أي شخص الخروج من البيت، وهو ما يعرضه للخطر، خاصة من طرف الحيوانات المتشردة، كما أن الظلام الدامس في بعض المناطق يجعلهم في حيرة، تخوفا على أنفسهم وعلى ممتلكاتهم.
وفي هذا الإطار يأملون في تدخل السلطات المعنية، بتخصيص عملية لمنطقة اعمريون، الهدف منها تكثيف الإنارة لحماية الأشخاص والممتلكات.
فتح فرع بلدي، مكتب بريدي وربطهم بالشبكة الهاتفية الثابتة
ونظرا للكثافة السكانية التي تعرفها المنطقة، وتسجيل تزايد في أعداد السكان، نجدهم يلفتون أنظار السلطات المحلية إلى ضرورة فتح فرع بلدي، يغني السكان عن التنقل إلى المدينة لاستخراج الوثائق الإدارية، كما يطالبون بإنجاز فرع بريدي، لكون المنطقة ذات كثافة سكانية كبيرة من جهة، ومن جهة أخرى لأنها أصبحت مصدر استقطاب لتواجدها بالقرب من المنطقة الصناعية بلارة، ولتسهيل تواصل مئات العمال في المنطقة بمصالح البريد دون التنقل إلى الميلية، وهو المطلب الذي يعولون عليه، وخاصة أن المنطقة تقع على الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين قسنطينة وجيجل، كما يضاف إلى ذلك المطالبة بربط بيوتهم بالشبكة الهاتفية الثابتة، حيث يؤكدون أن توفير هذه المرافق من شأنه أن يساعدهم على الاستقرار في المنطقة بكل أريحية.
نداء السكان واستغاثتهم بوالي الولاية
سكان دوار أعمريون الذي يعتبر من أكبر التجمعات الثانوية بالميلية بعد أولاد علي وتانفدور يعانون التهميش والإقصاء، وحالتهم المعيشية تزداد تدهورا، وعليه يلتمسون من سيادة الوالي الالتفات إليهم، ودفع عجلة التنمية المحلية في المنطقة إلى الأفضل.
جمال.ك