أنا صديقكم عبد الحميد من زرالدة، عمري 32 سنة، أتممت دراستي الجامعية منذ فترة طويلة لكنني لم أجد عملا مناسبا لمستواي الدراسي، لأنني أعاني من مشكلة دمرت حياتي وتكمن في أنني أشعر بأنني إنسان بلا فائدة، وهذا الشعور جعلني أفقد الثقة بنفسي وبقدراتي وأحس دائما بالنقص.
كل هذا جعل الآخرين يستغلونني كوني ضعيف الشخصية ولا يمكنني الدفاع عن نفسي، وأمام أبسط مشكلة تجدينني أبكي وأنطوي على نفسي.
أنا خائف أن يستمر هذا الحال معي طويلا وتعرف حالتي عقدة أكبر، كوني عشت طفولة قاسية جدا.
لذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل يريحني من هذا الوضع المزري الذي أعيشه منذ فترة طويلة، خاصة وأن هذه الحالة تزداد تعقيدا كلما مر الوقت عليها.
الحائر: عبد الحميد من زرالدة
الرد: بالتأكيد أخي عبد الحميد أن ذلك الشعور وتلك الأفكار حسب ما رويته لنا في محتوى مشكلتك يقلل من شأن الإنسان، وعليك أن تعلم أن مسألة عدم تقدير الذات تبدأ جذورها في مرحلة الطفولة، وتكون البداية عندما يتلقى الطفل مزيدا من الإهانات والتقليل من قيمته والتحقير من شأنه، وهذا الأمر للأسف يأتيه من أقرب الناس إليه كوالديه أو إخوته وأساتذته في المدرسة، وهذا ما يعزز لديه إحساسا بالنقص وعدم تقدير الذات، والإنسان الذي يفكر بهذه السلبية يكون أقوى عدو لذاته، وهذا ما يحدث معك أخي عبد الحميد الآن.
لذا فأنت مطالب بنسيان هذا الماضي وألا تتعامل مع الأشخاص الذين يتعاملون معك بسلبية ويحتقرونك ويقللون من شأنك، وعدّد الإيجابيات في شخصك واعمل على إبرازها في الواقع خاصة مع من يقلل من قيمتك.
وأكيد هنا ستكتشف نقاطا إيجابية كثيرة في شخصك كنت غافلا عنها وأيضا ابحث لك عن منصب عمل يناسب مستواك الدراسي، فهذا من شأنه أن يعيد لك الثقة بالنفس، وهذا ما نتمنى منك أن تزفه لنا عن قريب… بالتوفيق.



