تظهر مشاكل القدمين بنسبة عالية بين الأطفال ويمكن أن يكبروا معها دون أن يتلقوا العلاج المناسب مهما كان بسيطا، وهو ما يرجع المسؤولية للأهل في ملاحظة أي من هذه المشكلات التي يمكن أن يكون لها أثر جمالي وأيضاً جسدي على الطفل، لا بد لطبيب الأطفال وحتى طبيب المدرسة أن يتنبه لأي نوع من المشكلات التي يمكن أن يعانيها الطفل لأن تطورها حتى سن كبيرة يتطلب علاجات أكثر صعوبة وتزداد معها احتمالات اللجوء إلى جراحة لتصحيحها.
مشاكل القدمين التي يمكن أن تظهر لدى الأطفال
هناك مشكلات في القدمين هي خلقية وتحصل نتيجة خلل في مرحلة تكوين القدمين في الشهرين الأولين من الحمل. في هذه الفترة، قد تؤدي مشكلة معينة إلى تشوهات في القدمين.
في هذه الحالة، يصعب حل المشكلة بغير العملية التي تهدف إلى تصحيح التشوه، أما المشكلة الثانية التي تنتج عن تشوه خلقي وتظهر عند الولادة، فناتجة عن مشكلة في الوضعية أثناء وجود الجنين في الرحم في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
إلا أن مشكلة الوضعية هذه يمكن أن تشفى تلقائياً وتستقيم خلال بضعة أيام من الولادة. هذا بالنسبة إلى التشوهات الخلقية التي تعتبر حالات استثنائية.
أما المشكلات الباقية والتشوهات التي نراها لدى نسبة من الأطفال والتي تعتبر أكثر شيوعاً، فهي:
الرِجل الحنفاء: التي تكون مشوهة بالاعوجاج والتي يمكن ملاحظتها من اليوم الأول للولادة.
الالتصاق في الأصابع أو وجود أصبع زائدة في القدم أو وجود أصابع فوق بعضها أو تحت بعضها، وهي حالات نادرة أكثر.
اعوجاج القدمين في الاتجاه الداخلي: وتنتج هذه الحالة إما عن مشكلة في القدمين أو في الوركين، ووحده الطبيب يمكن أن يحدد أساس المشكلة من خلال الفحص العيادي، ويمكن معالجة هذه المشكلة بإعادة تدريب على المشي وبطريقة جلوس بشكل مربع لتحسين الشكل لأن العظام تكون لا تزال طرية في سن 5 إلى 8 سنوات ويمكن العمل في هذه المرحلة عليها لتحسينها، إذ أن التصحيح يكون دائماً أسهل في مرحلة الطفولة لأن العظام تكون طرية.
أما بعد سن 12 سنة، فإذا لم تتحسّن الحالة، وبحسب درجة النمو والبلوغ، يتم اللجوء إلى تقنيات أخرى، ويمكن أن تكون هناك حاجة إلى عملية للورك لتصحيحه، لكن نادراً ما تكون هناك حاجة إلى الجراحة، علماً أن هذه المشكلة تنتج أحياناً عن طريقة جلوس خاطئة للطفل.
القدمان المسطحتان: في نسبة 50 أو 70 في المئة من الحالات، لا تكون هناك مشكلة فعلية، بل يتم الاعتقاد بوجودها لأن قدمي الطفل تكونان مسطحتين دائماً في سن مبكرة لأن لا عظام صلبة لديه.
لذلك يبدو في الشكل وكأن قدمي الطفل مسطحتان، خصوصاً إذا كان يعاني السمنة، فيما لا تكونان كذلك بل يكون كل ثقل الطفل مرتكزاً على قدميه وتبدوان كذلك لطراوة العظام. لذلك، لا بد من الانتظار حتى سن 5 سنوات للتأكد من وجود مشكلة والتثبت من عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً.
هل يلعب الفيتامين “د” دوراً في هذه المشكلات؟
يجب الحرص على حصول الطفل على كمية كافية من الفيتامين “د”، لأن النقص له تأثير سلبي، خصوصاً إذا كانت قدما الطفل مقوستين، في هذه الحالة خصوصاً يجب أن يحصل الطفل على كمية كافية من الفيتامين “د”، وبشكل عام يوصف الفيتامين “د” للأطفال في المرحلة الأولى.
كما ينصح بالتعرض لأشعة الشمس لهذه الغاية للكبار والصغار حفاظاً على صحة العظام. ويوصف الفيتامين “د” أحياناً على أساس الفحص الذي يظهر ما إذا كان هناك نقص فيه أم لا.
متى تكون العملية ضرورية؟
في 90 بالمئة من حالات تشوهات القدمين لدى الأطفال لا تكون هناك حاجة إلى العملية، بل إلى وسائل علاجية أخرى كون التصحيح يبقى ممكناً في سن مبكرة.
أما بالنسبة إلى الراشدين فترتفع نسبة العمليات. هذا ما يؤكد أهمية كشف المشاكل ومعالجتها في مرحلة مبكرة قبل البلوغ ليكون العلاج أسهل.
هل يسهل على الأهل اكتشاف كل هذه المشكلات أو التشوهات في قدمي الأطفال؟
فيما تظهر المشكلات الناتجة عن تشوه خلقي عند الولادة وتقع مسؤولية اكتشافها على عاتق الطبيب في المستشفى، تظهر مشكلات أخرى في مرحلة لاحقة.
والنسبة الكبرى منها تظهر عند المشي أو الجلوس. يلاحظ هذه المشكلات الأهل عادةً، لكن في الوقت نفسه لا بد من التشديد على أهمية فحص طبيب الأطفال وعلى الفحص الطبي في المدارس الذي يمكن أن يكتشف نسبة كبرى من الحالات ولفت أنظار الأهل إليها لتتم معالجتها في الوقت المناسب على يد الطبيب الاختصاصي، بدلاً من الانتظار لسنوات حين يصبح العلاج أكثر صعوبة.
هل يمكن أن تسبب مشكلات معينة في القدمين ألماً للطفل؟
إضافةً إلى مشكلة التقوّس في مشط القدم الذي عندما ينتج عن خلل في الجهاز العصبي يسبب ألماً، يمكن أن يعاني الطفل ألماً دائماً في الساقين.
في هذه الحالة، لا بد من التأكد مما إذا كانت العظام ملتصقة في الصورة الشعاعية أو السكانر. وفي حال التأكد من وجود مشكلة،
لا بد من اللجوء إلى عملية.
ق. م