دكتور بريك الله حبيب يتحدث عن إصداره الجديد

elmaouid

أصدر الدكتور بريك الله حبيب، مؤخرا، مؤلفا جديدا يتحدث عن مرحلة هامة من مراحل تاريخ حضارة تندوف، وعن هذا المؤلف تحدث الدكتور بريك الله حبيب لـ “الموعد اليومي”.

يتناول هذا الكتاب مرحلة هامة من مراحل تاريخ حاضرة تيندوف خلال القرنين 19و20م وتحديدا فترة بداية القرن 19 حتى منتصف القرن 20 ميلادي، ولعل ما ميز هذه المرحلة هي تلك الحركية الاقتصادية وذلك الثراء الاجتماعي والثقافي الذي ميز قبائل مدينة تيندوف، وأخص بالذكر قبيلة تجكانت التي كان لها الفضل الكبير في بناء المدينة وتأسيسها العلمي والتاريخي والاجتماعي والاقتصادي. ولست أبالغ في هذا الصدد إذا قلت بأن هذه الفترة محل الدراسة فترة حساسة جدا مقارنة بما سبقتها من الفترات الزمنية الأخرى باعتبارها قد أرست معالم ثقافة المدينة وتاريخها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الواضح والحقيقي. ورغم قلة المصادر والمراجع التي واجهتنا لإنجاز هذا العمل، إلا أننا ندعو من خلال هذه الدراسة المتواضعة إلى تكثيف الجهود وتوجيه الباحثين نحو كتابة تاريخ الصحراء الجزائرية وإعطائها نوعا من الاهتمام العلمي الأكاديمي من أجل حصر شساعة مساحتها في شساعة تاريخها العريق، وهذا لا يتأتى إلا بالبحث والتنقيب في وثائقها الأرشيفية المحلية ومخطوطاتها النفيسة وشهادات أهلها الأشاوس، وكل هذه المعطيات تعد أرضا خصبة نحو كتابة تاريخ جزء لا يتجزأ من أرض الجزائر الغالية. ويندرج هذا الكتاب ضمن مجموعة من الأبحاث والدراسات والمقالات عن حاضرة تيندوف في الفترة السابقة الذكر، والذي نسعى من خلاله إلى التعريف بهذه المدينة الطيبة الموغلة في أعماق صحراء الجزائر، تيندوف المنارة والرباط من خلال المساهمات العلمية المختلفة والمتنوعة والتي رسمت الإطار العام للتاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمدينة اعتمادا على الرصيد الوثائقي المحلي المتنوع والذي حفظته مجموع الخزائن المتواجدة بالمدينة. وقد ضم هذا الكتاب مجموعة من الدراسات ناهزت السبع مقالات تحدثت عن التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وعن مكونات المجتمع الجكني الذي حافظ على كيان المدينة من الاندثار في زمن كان منطق السيبة أو أرض السيبة كما يطلق عليها في مصطلح التاريخ، باديا وطاغيا على الطابع العام لإفريقيا جنوب الصحراء في ظل وجود الفراغ السلطوي الذي فرضته شساعة الصحراء الكبرى، وحافظت عليه القبيلة ذات النفوذ المحدود والإمكانات المتواضعة.

كلمته: حورية/ ق