تشهد وسائل النقل العمومي ازدحاما ملحوظا ببعض خطوط حافلات النقل الحضري، أو نقل الترامواي بالعاصمة، حيث يجتمع العديد من الراكبين في حافلة أو عربة واحدة.
وتتكرر هذه المظاهر بشكل ملحوظ حيث يتضح تراخي الكثير من العاصميين مع كورونا، الذي لا زال نشيطا رغم تراجع أعداد حالات الإصابة المؤكدة وهو ما لا يعني أن القضاء على كورونا قد تم حيث لا تزال الوزارة تطالعنا بتسجيل العشرات من المصابين كل يوم.
وفي الوقت الذي تلتزم فيه سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، بالعدد المحدد في نقل الركاب، في إطار التباعد الاجتماعي لتفادي الإصابة ونقل فيروس كورونا كوفيد-19، يتهاون أصحاب الحافلات في مراقبة العدد الواجب نقله امتثالا للبروتوكول الصحي الذي توصي به وزارة الصحة.
وإلى جانب الازدحام الشديد الذي لا تحترم فيه المسافة القانونية بين كل راكب، لاحظنا تهاون الكثير من المسافرين في ارتداء الكمامة والتعقيم المستمر للأيدي، وهو ما يهدد السلامة الشخصية للزبون وباقي الراكبين.
تحذيرات من عواقب التهاون في الحافلات
حذر عدد من الأطباء، من الازدحام الذي تشهده وسائل النقل، بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي وإعادة بعث نشاط بعض وسائل النقل العمومية، ما عدا “الميترو”، لا سيما أن تلك الوسائل والزحمة التي تشهدها، تعد فضاءات مثالية لانتقال فيروس “كورونا”، في ظل التمرد الذي يمارسه بعض الركاب وعدم احترامهم إجراءات الوقاية الضرورية لحماية الصحة.
وتعد وسائل النقل العمومي أكثر الأماكن التي يرتادها المواطنين يوميا وبشكل كبير، ما يجعلها فضاءات تهدد بانتقال العدوى من شخص لآخر، رغم الإجراءات المنصوص عليها كالتباعد الاجتماعي، إخلاء مقعد بين كل راكبين، إجبارية ارتداء الكمامة وغيرها من الإجراءات التي هدفها الوقاية من الإصابة بالفيروس.
و في هذا الموضوع قال عبد الكريم دعاس وهو طبيب عام أن كثافة المسافرين على متن وسائل النقل الجماعية، وحالة الاكتظاظ القصوى التي تكون عليها في أغلب الأوقات، تدفع إلى تلامس واحتكاك الركاب بشكل لا إرادي، وهذه هي الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس، الرذاذ الذي يطلقه الفرد عموما عندما يتحدث أو خلال السعال أو العطس، والتقارب الاجتماعي يتسبب في سهولة تحقق ذلك، لهذا تعد أفضل طريقة للحد من انتشار العدوى في وسائل النقل العامة بارتداء الكمامة، والالتزام بمسافة التباعد الاجتماعي، المقدرة بمتر على الأقل.
ومن هنا جاءت ضرورة التحسيس بمخاطر العدوى،التي تعد السبيل الوحيد لتوعية المواطنين بأهمية احترام اجراءات الوقاية، وتفادي الصعود على متن وسائل نقل مكتظة، لا سيما أن الرفع التدريجي للحجر الصحي لم يدخل كل وسائل النقل حيز الخدمة، مما يجعل القليل منها يشهد اكتظاظا خطيرا، من شأنه أن يساهم في انتقال العدوى وارتفاع عدد حالات الإصابة.
الوباء لا يزال موجودا
رغم تراجع حالات الإصابة إلا أن الجزائر لا تزال في مرحلة احتواء الوباء ووقف انتشاره، ولم يتم القضاء عليه بعد، وعليه يقول المتحدث أنه لابد للمواطن من أن يدرك ذلك ويحمي نفسه بنفسه، لا سيما أن القضاء على الوباء، يكون بمنع انتشاره وانتقاله من شخص مريض لآخر سليم، لهذا لابد من التركيز على طرق الوقاية منه وقطع سلسلة العدوى.
وبإجماع الأطباء والباحثين فإن ارتداء الكمامة في وسائل النقل العامة إجباري، بالإضافة إلى احترام مسافات التباعد الاجتماعي، إلا أن الامتثال لتلك التعليمات يبقى مختلفا من منطقة إلى أخرى، خصوصا في ساعات الذروة، حيث تكون المواصلات مزدحمة، لهذا لابد من تنظيم حملات تحسيسية على مستوى تلك المحطات، لتوعية الأشخاص بأن الفيروس لا يزال موجودا، وبالتالي التهديد بالإصابة كذلك.
لمياء ب.