الجزائر- اعتبر حقوقيون ومشايخ ورؤساء جمعيات، الإثنين، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي استفحلت كثيرا في الاشهر الأخيرة، باتت قضية تمس بسمعة الجزائر، داعين الحكومة والمجتمع المدني إلى جعل محاربتها
أولوية لهم.
جاء ذلك في فوروم الإذاعة، حيث أجمع الضيوف أن الارقام المخيفة التي تتحدث عن إحباط أكثر من 3 آلاف محاولة حرڤة خلال الأشهر الماضية وتواجد أكثر من ألف حراڤ جزائري في مراكز الاحتجاز الاوربية والعشرات ممن التهمهم حوض المتوسط ولفظتهم أمواج البحر على مختلف الشواطئ، تستدعي من الحكومة والطبقة السياسية وفعاليات المجتمع المدني جعل محاربة الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائري أولوية قصوى لهم باعتبارها تمس بشرف الجزائر.
وفي هذا الصدد، أكد مدير التوجيه الديني والخطاب المسجدي بوزارة الشؤون الدينية، نورالدين محمدي، أن مديريته تؤيد فتوى المجلس الإسلامي الأعلى بتحريم ” الحرڤة”، مستدلا بجملة من الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة التي تحرم الإلقاء بالأنفس إلى التهلكة وإذلال نفس المسلم، وهو ما يتجلى -بحسبه- في العشرات من الشباب الغرقى في حوض المتوسط، وما يتعرض له الناجحون في الوصول إلى الضفة الأخرى من الإهانة والاذلال بمراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا، داعيا في هذا الصدد أئمة المساجد وخطباء الجمعة إلى التحذير من عواقب الهجرة غير الشرعية وأثرها على المجتمع الجزائري والأسر الجزائرية.
وفي الاتجاه نفسه، أكد رئيس جمعية “أضواء رايتس” نور الدين بن براهم، أن التصاعد الأخير لظاهرة الحرڤة في الآونة الأخيرة يعود لخطاب التيئيس الذي تبنته الطبقة السياسية والسلطات على حد سواء منذ بداية الازمة المالية في 2014 ، وهو ما أثار في الشباب الإحباط والتخوف من المستقبل، مشيرا إلى أن السنوات التي سبقت الأزمة المالية عرفت انخفاضا كبيرا في ظاهرة الحرڤة بسبب عديد الآليات التي وفرتها الدولة في إطار أجهزة التشغيل ووكالات دعم مشاريع الشباب على غرار “أونساج” و”كناك” ما أدى بالشباب إلى خدمة مشاريعهم وتجاهل مشروع الحلم الاوربي عن طريق الحرڤة.
ومن جهته رافع النائب البرلماني والقيادي في المركزية النقابية فرحات شابخ، لتكافؤ الفرص في توظيف الشباب، لثنيهم عن الحرڤة التي قال إنها لا تشرف الطبقة السياسية في الجزائر حيث لم تعد تقتصر على الشباب بل امتدت لعائلات بأطفالها.
وشدد شابخ على ضرورة أن تفتح الحكومة نقاشا واسعا مع جميع الفعاليات السياسية، مولاة ومعارضة، وكل الفاعلين في المجتمع الجزائري لمحاربة ظاهرة الحرڤة، مؤكدا أن الشرف الجزائري لا يمكن أن يصبح رخيصا لهذه الدرجة حيث يفضل الشباب العمل في مهن شاقة بإسبانيا وإيطاليا بينما تعاني ورشات البناء والفلاحة نقصا كبيرا في اليد العاملة.