أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، الثلاثاء، على ضرورة توحيد الجهود العربية والدولية لمواجهة آفة الإرهاب بلا هوادة، من خلال استراتيجية موحدة شاملة ومتكاملة تهدف إلى القضاء على الإرهاب والفكر
المتطرف الذي يسنده وتجفيف منابع تمويله لاسيما الأنشطة المرتبطة بالجريمة.
وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة جيبوتي، أكد مساهل على ضرورة إيجاد الحلول المناسبة للنزاعات والأزمات التي يشهدها العالم العربي من خلال تعميق الحوار السياسي والتشاور حول المسائل الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي يستدعي تحسين أداء الجامعة العربية.
وشدد على استعداد الجزائر لإثراء مسار الإصلاح القائم بأفكار وتصور كفيل بتفعيل دور الجامعة العربية من خلال تجديد أسلوب سير المنظمة لإرساء العمل العربي المشترك، على أسس تسمح للجامعة العربية بالتكفل بالانشغالات العربية بمزيد من الفاعلية.
وأشار مساهل إلى أنه قام بجولة بتكليف من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى تسع دول عربية سلم خلالها رسائل موجهة إلى ملوك ورؤساء هذه الدول، تمحورت حول الوضع في العالم العربي والأزمات التي يشهدها، وبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات العربية وتجاوز الخلافات وفضها بالطرق السلمية، والتصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وأولوية تنفيذ برنامج إصلاح الجامعة العربية للدفاع عن مصالحنا وقضايانا القومية.
وقال “التمست الأهمية التي نوليها جميعا لموضوع الإصلاح والتزامنا الجماعي بالحوار والمصالحة واللجوء إلى الحل السياسي الذي لا غنى عنه مما يحتم علينا التعاون ورص الصفوف بهدف التمكن من التأثير على الأحداث لمواجهة الأخطار التي تحدق بمنطقتنا”.
وأضاف أن “الجزائر حرصت خلال ترؤسها للدورة الـ147 على دفع العمل العربي المشترك في سائر جوانبه وعملت على التفاعل بسرعة مع التطورات المتلاحقة التي عرفتها المنطقة، انطلاقا من التزامها بالتضامن مع أشقائها العرب وقناعتها الراسخة لحل مشاكل المنطقة بأنفسنا دون أن تُفرض علينا من الخارج”.
وتابع بالقول إن “هذا التضامن العربي تجلى خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في 27 جويلية الماضي للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية ومخططاتها لتهويد المسجد الأقصى من خلال حشد الرأي العام الدولي للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي وجعلها تتراجع عن محاولاتها في تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى”.
وقال إن هذا التصعيد الإسرائيلي أبرز ضرورة التركيز على القضية الفلسطينية وهي قضية العرب الجوهرية، مؤكدا دعم الجزائر الكامل للشعب الفلسطيني حتى يحقق هدفه المشترك المتمثل في إيقاف السياسة الاستيطانية لإسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف أن “مواقف الجزائر الثابتة والمتجذرة والنابعة من السياسة الرشيدة للرئيس بوتفليقة مبنية على احترام السيادة الوطنية لكل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والعمل على تسوية النزاعات بالطرق السلمية والسياسية عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية هي المحاور الرئيسية لمقاربتنا من أجل معالجة الأزمات العربية في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها من بؤر التوتر والنزاعات”.