دعا الأئمة المخالفين لتعليمة الوزارة إلى الاستدراك، عيسى:  منابر إعلامية ضجرت من خطاب الأئمة

elmaouid

الجزائر- قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، إن “بعض المنابر الإعلامية ضجرت من خطاب الأئمة وهي التي لطمت وناحت بعد أن فوّت السادة الأئمة على الناعقين في وسائط التواصل الاجتماعي مؤامرتهم”.

وكتب الوزير محمد عيسى، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، تعليقا على تناول هذه الوسائل الإعلامية لموضوع تعليمة وزارة الشؤون الدينية الموجهة للأئمة بتخصيص خطب الجمعة لحث الجزائريين على التصويت، “ارتفعت أصوات البكاء والعويل من محطات تلفزيونية تسكنها روح الانتقام والضغينة والكراهية تدفعها إلى معاداة كل ما هو نجاح في أرض الجزائر”. وأضاف بقوله “لقد نحت بعض الأقلام في الصحافة الوطنية هذا المنحى لمرض نعرفه في أصحابها، وليس هؤلاء أعداء للإمام فلا يفزعن الإمام بل هم أعداء أنفسهم”.

وأوضح الوزير أن “بعض الصحافة التي كانت تنشر زمن التسعينات حوارات مع أبي قتادة المقدسي وأبي حمزة المصري وهما يشرحان كيف يجوز للإرهابيين في الجزائر قطع رقاب إخوانهم وبقر بُطُون الحوامل من بني جلدتهم وطهي الأجنة في الأفران وقتل الأبرياء والمستأمنين فإنهم يبعثون يوم القيامة على نياتهم”.

وأثنى وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى من خلال منشوره على استجابة بعض الأئمة لتعليمته التي ألزمت أئمة الجمهورية على تخصيص خطب الجمعة لحث المصلين على التصويت يوم 4 ماي القادم، حيث قال “بات أئمة المساجد في جزائرنا المجيدة صنّاع رأي عام، فقد هبوا هبة صادقة يوم الجمعة 21 أفريل 2017 ليطبقوا سنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم في بذل النصيحة للمجتمع وقد استجاب الأئمة مشكورين مأجورين لدعوة إدارتهم وحاشاهم أن يتلقوا منها أوامر فالإمام لا يؤمر في تسيير شؤون صلاته بل يؤتمّ به ويقتدى”.

وأضاف “لقد كان الإمام كعادته صادق النية واضح المقصد مستلهما من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن تاريخ وطننا الأثيل، فكان خطابه مقنعا بما أسنده من نصوص الكتاب والسنة داعيا إلى الخير والفلاح باثا للأمل والتفاؤل قاطعا دابر التشاؤم والتثبيط فاضحا مخططات الفتنة”.

وأفاد بقوله “إنني بعد استقصاء ما قيل وما نشر في مختلف الوسائل الإعلامية والوسائط الإلكترونية حول هذه الخطبة الموحدة في مراميها ومقاصدها، المتنوعة في أسلوبها تنوع أساليب الأئمة في تدبيج خطبهم، لاحظت أمرين اثنين أولا: سُرَّ لصنيعة الإمام كل الخيرين والوطنيين من مختلف المدارس السياسية والإيديولوجية وحمد المجتمع جهادهم بالكلمة الذي يشدون به على أيدي إخوانهم البواسل في قوات الجيش الوطني الشعبي والأشاوس في صفوف مصالح الأمن المختلفة من أجل أمن الجزائر واستقرارها، وثانيا: صعق كل ناعق بالعويل وكل ناطق بالوعيد إذ لمس دعاة الفتنة ومبشرو الجزائريين بالوبال أن دون مرادهم جدار صد متين يعلو قلاعه أئمة صدقوا ما عاهدوا وطنهم عليه”.

من جهة أخرى، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة الذين رفضوا تخصيص خطب الجمعة لحث الجزائريين على التصويت إلى استدراك الأمر من خلال الخطب القادمة والدروس.

وقال في هذا الخصوص، قائلا “أما الذين منعهم مانع أو حبسهم حابس عن الاستجابة للدعوة فلهم فسحة في أمرهم ليبدبجوا خطبا لاحقة يستدركون بها ما فاتهم من الخير أو يبثون هذه المعاني في دروسهم وحلقاتهم ولقاءاتهم ولا حرج على سادتنا الأئمة”، ملمحا إلى عدم فرض عقوبات على الأئمة المخالفين.

وختم الوزير بالقول “إني إذ أهنئ إخواني الأئمة صناع الرأي العام الوطني على إنجازهم المتميّز وتفردهم بالذود عن الحمى وصد جحافل التيئيس والتثبيط لأدعو أن تنحو نحو صنيعتهم قوى المجتمع المدني الأخرى كشيوخ الزوايا ورؤساء الجمعيات والأساتذة والمثقفين والرياضيين مستبشرا من الآن بمبادرة المجلس الإسلامي الأعلى التي ستكون إضافة غالية لأسرة المساجد”.