الجزائر- دعا وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، بروما، إلى ضرورة تطبيق مقاربة شاملة حول الهجرة غير الشرعية لمواجهة هذه الظاهرة مع الأخذ بعين الاعتبار أسبابها العميقة وعلى رأسها التنمية والأمن
والاستقرار، مؤكدا أن ارتفاع قوافل الهجرة راجع لكثرة الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة وتطور الجماعات الإرهابية.
وفي تدخل له حول موضوع الهجرة غير الشرعية بصفته عضوا في المجموعة “روما-الحوار المتوسطي”، دعا مساهل إلى مقاربة شاملة لمواجهة هذه الظاهرة مع الأخذ بعين الاعتبار أسبابها العميقة وعلى رأسها مستوى التنمية في البلدان وحالة الأمن والاستقرار السياسي في البلدان المعنية.
وفي تحليل للظاهرة، أشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن الهجرة غير الشرعية لا يمكن معالجتها بأسبابها العميقة إذا لم يتم الأخذ بعين الاعتبار التفاعل الموضوعي القائم بين هذه الظاهرة والجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات والاتجار بالبشر والنزاعات المسلحة واللاإستقرار السياسي، وأضاف في هذا السياق أن الهجرة غير الشرعية مدعمة من خلال شبكات الممررين الإجراميين الذين يجب محاربتهم بشدة، مشيرا إلى أن هذا الكفاح لا يجب بأي حال من الأحوال أن يستعمل كمبرر لتغذية نزعات عنصرية ومعادية للأجانب نتيجة للتدفق المكثف للمهاجرين نحو أوروبا.
ولدى تطرقه للمسألة المتعلقة بالهجرة في منطقة البحر المتوسط، أكد السيد مساهل أن الهجرة تمثل بالنظر لحجم الخسائر البشرية المسجلة، وعودة الممارسة المخزية المتمثلة في العبودية عبر شبكات إجرامية تنشط في ليبيا، تحديا عابرا للأوطان بالغ الأهمية، وذكر أن القمة الخامسة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي التي اختتمت بأبيدجان، أكدت على مدى خطورة هذه الآفة ودعت المجتمع الدولي إلى مباشرة أعمال فعالة وتشاورية، مؤكدا أن الجزائر تدين هذه الممارسة المخزية حيال أشخاص أبرياء وعزل، مذكرا بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية يسمح لهذا البد الشقيق باكتساب مؤسسات لمكافحة هذه الآفة، مبرزا في هذا السياق أن الأسباب العميقة للهجرة غير الشرعية تكمن في تضاعف الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة وتطور الجماعات الإرهابية وارتباطها الفعال بالجريمة المنظمة العابرة للأوطان واستمرار الفقر المدقع في مناطق عدة من القارة الإفريقية.
وفي ما يخص رؤية الجزائر، اعتبر مساهل أنه من الضروري أن تتحمل بلدان المنطقة مسؤولياتها الفردية والجماعية. وفي هذا الإطار، ذكر الوزير أن الجزائر بعدما كانت بلدا مصدرا للمهاجرين وبلد عبور في فترة من الوقت أصبحت اليوم بلد وجهة وبالتالي طرفا في مشكلة الهجرة.
أما بخصوص مشكلة الهجرة في إفريقيا عموما، أكد مساهل أن إفريقيا من بين القارات التي تسجل تدفقا كبيرا للمهاجرين في العالم، وهذه ميزة من الميزات التي تدعو إلى إدراك مدى العبء الذي تتحمله البلدان الإفريقية وبالتالي معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة عن طريق ترقية مقاربة شاملة وتشاورية ومتزنة ومتضامنة.
وفي ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وعلاقتها بالتنمية، أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه بدلا من تخصيص الموارد المالية الأساسية لتعزيز التدابير الأمنية لمحاربة الهجرة غير الشرعية، ينبغي تخصيصها لترقية المشاريع الاقتصادية الأكثر هيكلية، كوسيلة وحيدة لخلق ديناميكية حقيقية للتنمية وتخفيض ضغط الهجرة بصفة دائمة عن طريق إبقاء المهاجرين في بلدانهم الأصلية.