أكد وزير الري، طه دربال، الاثنين، أن ولاية معسكر تعد نموذجا وطنيا في مجال إعادة استعمال المياه المستعملة المصفاة، مشيرًا إلى أنها تتصدر الترتيب الوطني في هذا المجال الحيوي الذي يمثل أحد رهانات الأمن المائي والفلاحي في الجزائر.
وجاء تصريح الوزير خلال زيارته التفقدية إلى الولاية، حيث عاين سد بوحنيفية واطّلع على مختلف المشاريع المائية الجارية. وأوضح بأن الجزائر، تسعى خلال هذه السنة إلى بلوغ نسبة 30 بالمائة من إعادة استعمال المياه المصفاة، مع توجيه أكثر من 70 بالمائة من هذه الكميات إلى القطاع الفلاحي، اعتمادًا على شبكة وطنية تضم 232 محطة تصفية عبر مختلف الولايات.
رفع حصة السقي في محيط الهبرة
وأعلن دربال بالمناسبة، عن تخصيص حصة إضافية تقدّر بأربعة ملايين متر مكعب من المياه، انطلاقًا من سد بوحنيفية، لفائدة محيط الهبرة المسقي، لترتفع بذلك الحصة الإجمالية المخصصة لسقي هذا المحيط إلى 10 ملايين متر مكعب، ما يعكس التوجه الرسمي نحو تدعيم الفلاحة المستدامة والرفع من الإنتاج الزراعي.
برنامج استعجالي لتحسين التزود بالمياه الشروب
وفي سياق متصل، شدد الوزير على ضرورة الإسراع في استكمال البرنامج الاستعجالي الخاص بتحسين خدمة التزود بالماء الشروب على مستوى الولاية، وحدد نهاية شهر مايو الجاري كموعد أقصى لتجسيد هذا البرنامج. كما أشرف الوزير في محطته الأولى من الزيارة، على إعطاء إشارة انطلاق حملة واسعة لإصلاح التسربات المائية، بمشاركة أزيد من 20 وحدة تابعة لمؤسسة الجزائرية للمياه من مختلف مناطق الوطن، في خطوة تهدف إلى تقليص الفواقد المائية وتحسين مردودية الشبكات.
زيارات ميدانية ومشاريع واعدة
وشملت زيارة الوزير، تفقد عدة مشاريع مائية قيد الإنجاز، من بينها إعادة تأهيل محطة معالجة مياه سد بوحنيفية، وتدعيم بلدية تيغنيف بالمياه انطلاقا من نظام التحويل مستغانم، أرزيو، وهران الماو، بالإضافة إلى الإشراف على وضع حيز الخدمة لبئر ارتوازي جديد في بلدية تيزي. كما تعكس هذه الزيارة اهتمام السلطات العليا بتعزيز البنية التحتية المائية في ولاية معسكر، وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية غير التقليدية، ضمن مقاربة تنموية مستدامة تستجيب للتحديات المناخية والطلب المتزايد على المياه.
إيمان عبروس