تفاجأ عدد كبير من المسؤولين عن القنوات التلفزيونية الجزائرية بسحب بعض المنتجين لأعمالهم الرمضانية التي كان من المفروض أن تبث على هذه القناة التلفزيونية أو تلك، وضربوا موعدا للمشاهدين بهذا
الخصوص في رمضان قبل آن يغيروا وجهتهم بتغيير قناة بث أعمالهم الرمضانية، وهو ما حدث مع المسلسل الذي أنتجته ريم غزالي، والذي قيل عنه الكثير، حيث ولمدة تجاوزت الشهر وقناة النهار تروج لهذا العمل على أنه عمل فني ضخم ستنفرد هذه الأخيرة ببثه، ليتم بعد ذلك الإعلان عن بثه على قناة “الشروق تي في” التي أعلنت فيما سبق أنها تحضر لعملين فنيين كبيرين ” الرايس قورصو” و” تلك الأيام” قبل أن يتم توقيف تصوير هاتين السلسلتين بسبب الأزمة المالية التي تمر بها هذه القناة، لتعلن بعد ذلك هذه الأخيرة ( قناة الشروق) شراء عدة أعمال فنية لرمضان 2018 كان قد أعلن في السابق عن بثها على قنوات تلفزيونية أخرى.
وبشّأن هذا الموضوع تحدث عديد الفنانين والمخرجين للموعد اليومي.
عثمان بن داود: المنتجون حاليا يبحثون عن القناة التي تدفع أكث

هذا الأمر ليس بجديد على المنجين، ففي عهد سابق كانت القناة التلفزيونية الحكومية وحدها في الميدان، وكان جميع المنتجين يتجهون لهذه القناة لبث أعمالهم. آما الآن فتعددت القنوات التلفزيونية الخاصة، وأصبح المنتج يبحث عن القناة التي تدفع أكثر لبث أعماله وفي أغلب الأحيان دون مشاهدة العمل ومحتواه إن كان مناسبا آم لا، المهم أن يروج له ( للعمل الفني) كثيرا، والممثل – يقول عثمان بن داود – لا دخل له في هذا الشأن، فهو يعمل ويبدع في دوره دون إعطاء موعد لجمهوره لبث ذلك العمل مادام ذلك خارجا عن نطاقه.
نوال زعتر: القنوات التلفزيونية تبحث عن نسبة مشاهدة عالية

اغلب القنوات التلفزيونية الجزائرية تبحث عن تحقيق نسبة مشاهدة عالية خاصة في الشهر الفضيل، ولذا أغلب هذه القنوات تبحث عن الأعمال التي تحقق بها متابعة من المشاهد، والمنتج ينتهز الفرصة لبيع عمله الفني للقناة التلفزيونية التي تدفع أكثر، خاصة وأن أغلب القنوات التلفزيونية تبث الأعمال الفنية الجزائرية بقوة في رمضان عكس باقي أيام السنة ونحن كممثلين لا دخل لنا في هذا الموضوع فهو يخص المنتج أكثر من الممثل.
مروان قروابي: لا نتدخل في اختيار القناة التلفزيونية التي تحتضن أعمالنا الفنية

الممثل مطالب بالإبداع في أدائه للشخصية الفنية التي تقترح عليه وللمنتج وحده الحق في اختيار القناة التلفزيونية التي تبث فيها عمله الفني. ولا يختلف اثنان في أن المنتج كغيره من التجار لديه شيء يبيعه ويبحث عن من يدفع أكثر وأعتقد أن اختيار القناة التي يبث فيها العمل الفني من طرف المنتج والتي تدفع أكثر أمر جد عادي.
محمد عزون:المهم استمتاع الجمهور بمحتوى العمل

في كل مرة يكون فيه إنتاج جديد خاصة الأعمال بمختلف فئاتها الفنية التي تحضر لرمضان، يكون هناك تفاوض مع مختلف القنوات التلفزيونية لبث العمل وآمر عادي آن المنتج يقبل ببث عمله عبر القناة التي تدفع أكثر، ولا يهم أين يعرض العمل بقدر ما يهم استمتاع الجمهور بمحتواه، وبدوري كممثل أفضل عندما أشارك في أي عمل فني يصل إلى الجمهور ولا يبقى حبيس الأدراج بمكتب المنتج.
جمال بوناب: الدخلاء هم المتحكمون في تسيير شؤون الثقافة والفن

للأسف الشديد نعيش فوضى كبيرة في الساحة الفنية حيث أن الدخلاء هم المتحكمون في تسيير شؤوننا في مجال الفن والثقافة، وأكبر دليل على ماقلته، هو انتشار الأعمال الفنية رديئة المستوى التي أصبحت تظهر على الشاشة خاصة في السنوات الأخيرة.
وما يؤلمني في هذا الأمر تهميش الكفاءات الفنية المبدعة والتعامل مع الدخلاء، والمحزن أن هذا الوضع مستمر بل وزادت حدته مع مرور الوقت، وما يؤسف له أكثر أننا نددنا بهذا الوضع وطالبنا بتغييره لكن دون جدوى، كما أن هؤلاء الدخلاء يفرضون شروطا تعجيزية على القنوات التلفزيونية لكي تشتري أعمالهم، وفي الكثير من الأحيان يصلون إلى رغباتهم. وبدوري كفنان يؤلمني كثيرا ما يحدث في الساحة الفنية.