رغم التطور في مستوى المشهد الفني في دراما رمضان هذا العام، والاختلاف القصصي والفكري في الدراما العربية، إلا أن بعض المسلسلات تشابهت في قاسم مشترك، وهو «العنف والألفاظ التي وصفها الجمهور بالبذيئة»، فهل من المفترض أن يصنف بعضها «للكبار فقط»؟.
ويعتبر «توبة» من الأعمال الدرامية التي تواجه انتقادات شديدة من الجمهور بسبب ما يتضمنه من مشاهد اعتبرت بلطجة وإيحاءات وألفاظ وصفت بأنها لا تتناسب مع طقوس الشهر، كما أن المسلسل أثار غضب بعض أهالي بورسعيد واتهموه بتجسيد صورة سلبية عنهم، إذ يصورهم مثيري مشاكل، ووصلت هذه الاعتراضات إلى حملة عبر السوشيال ميديا مطالبة بوقف عرضه.
ولم يسلم مسلسل «انحراف» من الهجوم عليه بدعوى أنه يروج للعنف بين أفراد المجتمع، حيث تمارس بطلة العمل روجينا، وهي تعمل طبيبة نفسية، العنف الجسدي عبر القتل، الذي بدأته بزوجها الذي جسده محمد لطفي في الحلقة الأولى من العمل، ثم توالت جرائم القتل طوال الحلقات، إلى جانب مشاهد أخرى من العنف الأسري والخيانة والألفاظ.. هذه المشاهد دفعت البعض بالتقدم بطلب إحاطة لمجلس النواب المصري بضرورة اتخاذ إجراءات لوقف عرض المسلسل. وفي دفاع بطلة العمل روجينا عن العمل في بداية عرضه، قالت: لا يصح الحكم على مسلسل بمشهد واحد دون مشاهدة باقي الحلقات، وفهم الدوافع التي دفعت الشخصية للقتل والعنف بهذه الطريقة.
وحول ظاهرة العنف الجسدي واللفظي في مسلسلات رمضان، قال المخرج رؤوف عبد العزيز مخرج مسلسل «انحراف»: أنا حريص على تقديم جرعة درامية تعبر بشكل حقيقي عن حياتنا، فدورنا هو أن نكون مرآة للمجتمع وأن نعبر عن سلوكنا بوضوح.. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تغيرت الشوارع بشكل كبير، ما أدى إلى ملاحظات في الانضباط، وهو الهدف الرئيسي للمسلسل.
فيما قال الناقد أحمد النجار: هناك معايير للأعمال الدرامية التي يتم عرضها خلال الشهر، ولكن لا يتم الالتزام بها خاصة فيما يتعلق باحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوي على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال وعدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة والحوارات المتدنية التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي بدعوى أن هذا هو الواقع..
وأوضح الناقد محمد سلطان أن ما نشهده في بعض الأعمال الدرامية التي تعرض طوال الشهر، إفراط في عبارات الشتائم والألفاظ النابية، وتفريط في قيم المجتمع، تحت مسمى حرية الإبداع، فامتلأت بعض الأعمال بالمفردات والمشاهد الصريحة، متناسين أن الحرية في طرح أفكار جديدة، فالفن ليس مهمته نقل الواقع فقط، ولكن مع تهذيب النفوس والرقي بالمشاعر، فالفنّ أداة للنهوض بثقافة المجتمع وتحسين طریقة تعامل الناس فيما بينهم.
وأثارت الحلقات الأولى من مسلسل «دنيا تانية» جدلاً كبيراً، وقرر على إثره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر إيقاف عرضها، بسبب تضمنها مشهد خادش، وأشار الكاتب أمين جمال، مؤلف المسلسل، إلى أنه تم الاتفاق مع المسؤولين عن الرقابة على المصنفات الفنية بإجراء تعديل في الخطوط الدرامية لشخصيتي «دنيا» التي تجسدها ليلى علوي، و«علا» التي تجسدها مي سليم، لتتناسب مع القواعد واللوائح.
ورغم النجاح والصدى الكبيرين الذي يحققه مسلسل «الكبير أوي» لأحمد مكي، إلا أنه رفعت دعوى قضائية ضده، بسبب مشهد اعتبره البعض إهانة للممرضات، وإساءات ضدهن لفظاً وفعلاً وعبارات من شأنها التشهير بسمعة الممرضة، خصوصاً في مشهد ليلة زفاف «الكبير» على «مربوحة» الذي ارتدت فيه زي ممرضة، وهو ما اعتقده البعض إسقاطاً كبيراً من شأنه الإضرار بمهنة التمريض.