عادت دراما العائلات إلى صدارة المشهد الفني بمصر، بعدما غابت لسنوات طويلة وراء موجة أعمال الأكشن والإثارة.
ولاقت موجة المسلسلات التي تناقش قضايا الأسرة، رواجا كبيرا بين مختلف قطاعات الجمهور.
ومن أبرز الأعمال التي حققت نجاحا لافتا، وتفاعل معها الجمهور مسلسل “أبو العروسة” بجميع أجزائه، وشارك في بطولته الفنانة سوسن بدر، والفنان سيد رجب.
ومؤخرا عُرض مسلسل “العيلة دي” وتدور أحداث العمل في إطار اجتماعي لايت حول عائلة مصرية تنتمي لطبقة متوسطة مكونة من الأم وتجسد دورها الفنانة وفاء عامر، وزوجها إسماعيل فرغلي (الأب)، وأبنائهما، ويتم من خلال تلك الأسرة طرح عدة مشاكل وقضايا إنسانية تحدث بالفعل في مجتمعنا الحالي مثل قضية البطالة والدروس الخصوصية وأزمة الإسكان.
ومن أبرز الأعمال أيضا التي اقتربت من قضايا العائلة مؤخرا “إيجار قديم” بطولة النجم شريف منير، وصلاح عبد الله، ومسلسل “بينا ميعاد” الذي يدور في إطار اجتماعي رومانسي، حول أم وهبت حياتها لتربية أولادها “شيرين رضا” وأب له نفس ظروفها، ويقف الأبناء في طريق سعادتهما.
وتتسع قائمة أعمال دراما العائلة لتشمل مسلسل “جروب الماميز” ويضم نخبة من النجوم مثل دينا فؤاد، وخالد سليم.
وحول عودة هذه النوعية من الأعمال الدرامية، يقول الناقد نادر ناشد لـ “العين الإخبارية”: “في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، انتشرت في أمريكا فنون التجريب وكسر الدراما الكلاسيكية ومعها تأصلت أعمال مهمة ومدارس فنية نجحت فنيا وجماهيريا مثل مسرح الشارع ومسرح المقهى ورواية اللارواية وقصائد الومضة، واتسمت هذه الأعمال بالجدية ولكن في المقابل انتشرت فنون لا تترك وراءها سوى تفسخ اجتماعي وتشتت فردي”.
وأضاف: “في مصر الآن نحتاج إلى مثل هذه النوعية وكانت مجموعة من الأعمال الدرامية نجحت وتواصلت في وجدان الجماهير، ومثال ذلك مسلسل (أبو العروسة) الذي نجح شعبيا وغفر لأعمال درامية غير مسؤولة ساهمت في انتشار الفكر الفوضوي بين الشباب، إلى جانب تزايد العنف والخطاب
اللاأخلاقي بين طبقات كثيرة في المجتمع وكثيرا أيضا ما ساهمت هذه الأعمال التجارية في تفشي عادات سلبية في المجتمع مثل الرشوة والوساطة وغيرها من المفاهيم المغلوطة”.
وتابع أن الدراما العائلية نجحت، لأن المجتمع المصري في حاجة لمثل هذه الأعمال التي قد تحدث توازنا بين الناس وتغير من سلوكهم المندس عليهم من مجتمعات أخرى.
وفي سياق الموضوع، تحدث الناقد أحمد سعد الدين لـ “العين الإخبارية” قائلا: “في فترة من الفترات سيطرت على الدراما بمصر، دراما الكومبوند، كانت الأحداث تدور في مجتمع سكني راقٍ جدا، ولهذا السبب حدثت فجوة بين الجمهور والدراما، أو تقدر تقول غربة”.
في المقابل، قال المؤلف أحمد صبحي إن “دراما العائلات لم تغب حتى تعود، وأكبر دليل على ذلك أنني قدمت منذ عدة سنوات أعمالا مهمة مثل “البيت الكبير، والمطلقات، والسبع بنات”، وكلها أعمال تدور في محيط الأسرة، وهناك أعمال أخرى قدمها زملاء مثل مسلسل “البرنس” بطولة محمد رمضان، وكان يناقش الضغائن بين أفراد الأسرة الواحدة.
ق-ث