قالت دراسة نفسية حديثة إن الأطفال قد يتعلمون سواء حاولوا التركيز في المواد والعلوم التي يتلقونها أو لا، وقال باحثون إن هذه المقدرة تُعد مهارة خاصة بالأطفال خلافاً للبالغين الذين يميلون إلى تجاهل المعلومات التي لا ينتبهون إليها.
وأكد الباحثون أن الطفل يمتص كل المعلومات المحيطة به بشكل لا إرادي؛ لأن الأطفال يستخدمون كل حواسهم أثناء التعلم بعكس البالغين الذين يقومون بالتركيز على حاسة معينة أثناء تعلم شيء معين، وربما يفسر ذلك سهولة التعلم بشكل عام في الصغر عنه في البلوغ.
وكانت الدراسات العصبية السابقة التي أجريت على مخ الطفل وجدت أنه يتعامل مع المعلومات المختلفة التي يتعرض لها بالاهتمام نفسه سواء طُلب منه التركيز عليها أو لا، وفي الأغلب يؤدي ذلك إلى اكتساب مقدار أكبر من المعلومات والبيانات من الأشياء المسموعة والمرئية في البيئة المحيطة بهم، وهو الأمر الذي يفسر براعة الأطفال في تعلم اللغات بشكل خاص ونطقها بلكنتها الأصلية بمجرد احتكاكهم ببيئة تتحدث لغة معينة لأنهم يتعلمون دون بذل جهد للتعلم ودون قصد.
وعلى عكس البالغين الذين يقومون بالتركيز على حاسة معينة أثناء التعلم، أوضح الباحثون أن بطء آلية تطور الانتباه الانتقائي يحمل العديد من الفوائد في مرحلة الطفولة لأنه يشمل عمليتين منفصلتين تماماً؛ الأولى هي معالجة فائقة لمعلومات معينة بطريقة جيدة، والثانية تشمل ما يشبه فلترة وتجاهل المعلومات غير ذات الصلة بالمهمة المحددة.
ويحتاج الطفل في بداية حياته إلى تعلم العديد من الأشياء المختلفة واكتساب مهارات متنوعة فيما يتعلق بالقراءة والكتابة وتعلم اللغة والتواصل الاجتماعي والتطور العاطفي، ولذلك يكون المخ في احتياج إلى كمية معلومات كبيرة جداً تمثل ما يشبه قاعدة للبيانات يمكن استخدامها فيما بعد، ثم يحدث لهذه البيانات التي تم الحصول عليها ما يشبه الفلترة (الترشيح) والتركيز على المعلومات المهمة فقط وإسقاط المعلومات الأقل أهمية مما يساهم في مساعدة الأشخاص البالغين للوصول إلى أفضل أداء في مهمة محددة دون تشتيت المخ في أمور ثانوية.
الوكالات
