دخول أسلحة نوعية جديدة والتوصل إلى عناصر مجندة مؤخرا، الخبير الأمني أحمد ميزاب: معطيات مقلقة على الحدود الجنوبية منذ 2016  …أمن الجزائر أولى من تقارير “حقوق الإنسان” المغلوطة

elmaouid

الجزائر- تطرق الخبير الأمني أحمد ميزاب خلال استضافته بمنتدى “الموعد اليومي” إلى عدد من الملفات يتقدمها توصيات دورة وزراء الداخلية العرب وكذا مسائل الأمن القومي والحدودي حيث اعتبر المتحدث أن

المؤشرات الأمنية تنذر بمرحلة مقلقة على الجزائر في الأشهر القادمة وأن الجبهة الداخلية بدورها مستهدفة لجر البلد إلى دائرة النار.

قال ميزاب في رده  على سؤال يتعلق بعودة المقاتلين، إنه بالعودة إلى 2014 وما كانت تروجه التقارير الدولية ودول ما يعرف بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، كان الحديث على أن شمال إفريقيا يشكل الثقل أو العمود الفقري لعديد المقاتلين في صفوف داعش في العراق وسوريا، والارقام المروجة في ذلك الوقت تشير إلى 10 آلاف مقاتل، وكما نعرف فإن الدول المحيطة بالجزائر هي دول أزمات أو دول تشكل مصادر تهديد في إطار الجريمة المنظمة وتغذيتها وبالتالي  الحديث عن عودة المقاتلين يشكل تحديا أمنيا صلبا للجزائر ودول الجوار “.

و تابع إن “الحديقة الخلفية” للجزائر غير آمنة كون أمن الحدود مهددا، مؤكدا أن المسألة تعني  عودة 10 آلاف مقاتل من شمال إفريقيا إلى جانب مقاتلين أجانب في ظل ما تورده التقارير التي تتحدث عن 14 ألف مقاتل متواجدين في المنطقة.

وبالموازاة مع ذلك يشير الخبير الأمني إلى خارطة انتشار المجموعات الإرهابية التي أعيد تشكيلها من جديد، موضحا أنه لا يتحدث عن التنظيمات أو التكتلات الكبرى التقليدية، لكن عن الخلايا الصغيرة إضافة إلى وجود خلايا نائمة في المنطقة يراد تفعيلها.

وفي حديثه عن إعادة هيكلة في التنظيمات التقليدية على رأسها تنظيم القاعدة، أشار ميزاب إلى أنها تملك بيئة حاضنة في المنطقة ولها وجود وإمكانية العودة إلى النشاط”.

وأضاف يقول إن “الصحراء الكبرى والساحل وليبيا تعتبر منطقة رخوة لاستقطاب هؤلاء المقاتلين العائدين”، مشيرا إلى “مثلث السلفادور” بين مالي والجزائر والنيجر الذي تتواجد به قيادات الصف الاول من التنظيمات الارهابية وقبل ذلك تواجد قواعد فرنسية وأمريكية بالمنطقة وقواعد تجمع في إطار استقطاب هؤلاء العائدين.

وإلى ذلك نبه ضيف “الموعد اليومي” إلى  مجموعة المؤشرات المقلقة في ظل تسجيل ارتفاع في عدد العمليات الارهابية في الساحل الإفربقي منذ 2016 إلى نهاية 2018 . و قال إنه مع بداية 2018 زادت وتيرة ارتفاع العمليات الارهابية في هذه المنطقة في النيجر  وبوركينافاسو .. وليبيا التي تشهد أحداثا ميدانية وتحديدا غير بعيد عن الشريط الحدودي، حيث تتجمع مليشيات المرتزقة ومجموعات مسلحة قادمة من التشاد والسودان وتسجيل تصادمات مع التوراق في الجنوب الغربي الليبي وحفتر الذي  بدوره يتجه نحو الغرب لتنفيذ عملياته في هذه المنطقة.

 

الأحداث على مستوى الحدود الجزائرية تسير بوتيرة غير مطمئنة

 أسلحة نوعية يتم حجزها منذ 2016 على المحاور الحدودية الجنوبية

 

وعلى هذا، يؤكد ميزاب أن الامور على مستوى الحدود الجزائرية تسير بوتيرة غير مطمئنة، حيث أن “الخطر ازداد في الاسابيع الاخيرة، المعطيات والمؤشرات مقلقلة في الوقت الحالي”. واشار انه “على مستوى المحاور الحدودية أصبحنا نتكلم يوميا عن برج باجي مختار عوين قزام وتينزاواتين والتي معناها الحديث عن محاور جديدة يتم فيها اختراق الحدود الوطنية لإغراقنا بالاسلحة التي علينا التوقف أيضا عند نوعها وليس فقط كمياتها، وبالتالي نتحدث عن أسلحة استثنائية مثل منصة إطلاق الصواريخ من أي نوع؟ وكذلك كلاشنيكوف 14/5 الذي بإمكانه إسقاط هيلكوبتر وهذا النوع من الاسلحة بدأنا في حجزها بداية من 2016 ولم تكن من قبل. كما نسجل أن الاشخاص الذين تم القبض عليهم أو سلموا أنفسهم والذين تم تجنيدهم في 2012، 2014 وليس 1994 أو 2002 ، وبالتالي معطيات جديدة تثير القلق”.

 

“داعش” ألهى الخبراء عن “القاعدة” وهذه الأخيرة أخطر

و في رده على رسالة الظواهري بحر الاسبوع الماضي، عاد الخبير الأمني للحديث عن إعادة الهيكلة التي تمضي إليها “القاعدة” في شمال إفريقيا والساحل، معتبرا هذا التنظيم أخطر من “داعش” كون هذا الأخير أكثر وضوحا من حيث التعداد والاستراتيجية عكس الأول الذي لا توجد تقارير تضبط تعداده او إستراتيجيته بشكل واضح منذ تأسيسه، كما أن عناصر التنظيم الإرهابي هم من المنطقة ولهم قبائل وأتباع و..معترفا في  الوقت نفسه أن “داعش” ألهى الخبراء عن متابعة “القاعدة” التي كانت تتمدد وتتهيكل وتجدد قياداتها وتصفي منهم من تريد تصفيتهم بصمت، فالقاعدة كانت تصفي القيادات القديمة وتؤسس للقيادات الجديدة وبالتالي رسالة الظواهري جاءت لتعلن مرحلة جديدة في عهد هذا التنظيم وتبني أسلوب جديد في سياق هذا التنظيم، في إطار قد لا ينفصل عن التحضيرات التي تقودها فرنسا للقيام بعملياتها والتي قد تكون رسالة الظواهري حافزا لبدئها.

واعترف ميزاب أن الاجهزة الأمنية في المنطقة سيصعب عليها تحديد الخلايا الارهابية، وقال في سياق متصل “تصوري  أنه من الممكن أن نسمع عن تسميات جديدة بالنظر إلى الإستراتيجية الجديدة التي تعتمد عليها وهي اللامركزية أي تشكيل خلايا أو تنظيمات جديدة بلا قيادة، لا تريد الكشف عن نفسها وتقوم بعمليات.. مسار وتحرك هذه المجموعات يؤشر إلى ذلك”.

 

 

وحدة المجتمع مهددة …عمليات اختراق تتم بتوظيف الهندسة الاجتماعية

وعلى صعيد آخر، قال ميزاب  “إننا نشهد اليوم عمليات اختراق تتم بتوظيف الهندسة الاجتماعية على مستوى الجبهة الداخلية  وهناك من يدرس تركيبة المجتمع الجزائري وخصوصيات كل فئة وتغذية العنصرية والتفرقة والخلافات البينية في المجتمع الجزائري”

و اوضح أنه “من سنة 2013 الى2015، الجزائر أنقذت نفسها مما يسمى بمثلث الازمات، لكن من بداية 2018 هناك من يعمل على إدخال الجزائر في دائرة النار، لهذا أصبح الرهان على وحدة المجتمع الجزائري وتقوية الجبهة الداخلية”

 حكيم مسعودي

 

 

 

 

 “رُوح المصالحة الجزائرية” من شأنها فك شفرات معاناة المنطقة العربية من الإرهاب

 

أكد الخبير الأمني، أحمد ميزاب، أنه من شأن تبني واستنساخ تجربة المصالحة الوطنية الجزائرية حل وفك شفرات أزمات المنطقة العربية التي تعاني من الإرهاب، مشيرا إلى أن اختلاف تجربة الجزائر في السابق عن تجارب بعض الدول العربية حاليا يستدعي أخذ روح التجربة وليس أخذ المشروع كما هو وتطبيقه.

وأوضح أحمد ميزاب، لدى نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، أنه يمكن لتجربة المصالحة الوطنية في الجزائر أن تحل وتفك شفرات أزمات عدة بلدان تعاني الإرهاب خاصة الدول العربية، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ينبغي أخذ روح التجربة وليس أخذ المشروع وتطبيقه كما هو بالنظر إلى اختلاف تجربة الجزائر في السابق عن تجارب بعض الدول العربية حاليا.

وأكد ميزاب قائلا: “نعم يمكن استنساخ تجربة المصالحة الجزائرية لحل وفك شفرات أزمات المنطقة العربية، سواء كان ذلك في إطار الأزمات التي تعرفها بعض الدول أو حتى في إطار العلاقات البينية بين الدول التي تحتاج إلى مشروع مصالحة، لكن لا يعني ذلك أخذ المشروع كما هو وتطبيقه”.

وأوضح ضيف الموعد اليومي أنه بالحديث عن روح مشروع المصالحة الجزائرية وأهدافه وأبعاده، فإنه يمكن إسقاطه على الدول العربية التي تشتكي الإرهاب، لكن كمضمون، فالتجربة مخالفة تماما، حيث أن تجربة الجزائر ليست هي تجربة ليبيا ولا سوريا ولا اليمن، وبالتالي فبالضرورة التجربة تتغير حسب كل دولة.

وأضاف الخبير الأمني أن عدة بلدان أبدت تحفظا شديدا على المصالحة ورأت فيها بأنها نوع من الضعف والاستسلام، مؤكدا أن  هذه الدول نفسها أدركت قيمة المصالحة جيدا لما اطعت على تجربة المصالحة الجزائرية.

وشدد ضيف المنتدى، على أن المصالحة الجزائرية لم تكن خيارا سياسيا، ولم تكن أيضا نتيجة ضعف أمني بقدر ما كانت خيارا إستراتيجيا بامتياز، موضحا أن الجزائر لما اختارت خيار المصالحة كان بعد تحقيق نجاحات وتضييق الخناق وجعل الخلايا الإرهابية تنكمش وفي وضعية ضعف.

 

أمن الجزائر أولى من تقارير “حقوق الإنسان” المغلوطة

وفي موضوع آخر يخص مسألة اللاجئين الأفارقة المتواجدين بالجزائر وآخر تقارير منظمات حقوق الانسان العالمية التي تدعي بأن السلطات الجزائر تستعمل القوة من أجل ترحيلهم، دعا أحمد ميزاب الجزائر إلى عدم الالتفات إلى هذه التقارير المغلوطة والنظر دائما إلى مصلحتها وأمنها واستقرارها.

وأوضح ميزاب أن الشق المتعلق بالجانب الإنساني لهؤلاء الأفارقة شيء لا نقاش فيه، مذكرا بأن الجزائر كانت السباقة لاحتواء هؤلاء الأشخاص واستقبالهم بعدما هربوا من الحروب في بلدانهم، لكن بالمقابل – يضيف ضيف المنتدى –  اللاجئ هو الذي يذهب إلى مراكز اللاجئين ويقدم نفسه ويحظى بالرعاية والمرافقة، وليس الذي يدخل البلد وهو متسلل وخارق للحدود، معتبرا أن هذا الأخير حالته ليست لاجئا وإنما مهاجر غير شرعي.

وتساءل الخبير الأمني، كيف يمكن لمواطن إفريقي بسيط أن يتنقل سالما من دولة إلى دولة وسط مناطق حدودية خطيرة تعتبر بؤرا للإرهاب، مؤكدا أنه حتما دفع أثمانا مقابل ذلك وهي الأثمان التي تتمثل إما في الاتجار بالبشر أو تهريب المخدرات والأسلحة أو ربطه بالاتصال مع خلايا التجنيد.

وكشف ميزاب أن عدد المرحلين الأفارقة مقارنة بالمتواجدين على التراب الوطني لا يتجاوز 10 بالمائة، حيث أن آخر الأرقام تشير إلى أنه هناك أكثر من 40 ألف لاجئ إفريقي في الجزائر، عدد المرحلين منهم لم يتجاوز بضعة آلاف، مؤكدا أن عملية ترحيلهم تمت وفق الأطر القانونية المتعارف عليها.

وبخصوص إمكانية أن تشكل مثل هذه التقارير ضغوطا على الجزائر، أكد أحمد ميزاب أن الجزائر لا تخشى شيئا ومستعدة لفتح هذا الملف على الطاولة، خاصة وأن تعاملها في هذا الملف لا تشوبه شائبة مقارنة مع بعض الدول الأخرى التي تدعي احترامها لحقوق الإنسان.

مصطفى عمران

 

رئيس الجمهورية دعا  وزراء الداخلية العرب  إلى إنهاء الخلافات العربية

 

أوضح المحلل السياسي، الدكتور أحمد ميزاب، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وجه رسالة إلى وزراء الداخلية العرب  تضمنت نقاطا أطّرت الاجتماع وبطريقة غير مباشرة أوضحت الوضع الأمني الذي تعيشه المنطقة العربية وتضارب المصطلحات الذي تتخبط فيه، إلى جانب آليات توظيف ما يسمى بالإرهاب  التقليدي والحديث، وذكر كذلك محطات حاسمة، فرغم أن بعض المناطق العربية حققت تقدما في مجال مكافحة الإرهاب إلا أن هذا لا يعني نهايج الإرهاب. ومجمل النقاط التي أشار إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كانت في البيان الختامي تحث على أمن الحدود ومسألة عودة المقاتلين الذين سيتشكلون في خلايا غير مرئية وحدودها في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي دعا رئيس الجمهورية أمام هذه المسائل إلى التعاون الجماعي لمواجهة هذا الخطر ومحاربة كذلك الجريمة المنظمة والإلكترونية وإنهاء الخلافات العربية عربية، وأن تتحرر الأمة العربية من بعض الفتاوى  وتجديد الخطاب الديني و توحيده، كما أقر البيان الختامي بالتجربة الجزائرية سواء من خلال محاربة الإرهاب بكافة أشكاله أو من خلال تجربة المصالحة الوطنية باعتبار أن التجربة الجزائرية نموذجا يقتدى به في تسوية النزاعات ومجال محاربة الإرهاب معتبرا كل هذا بالتحديات والسير بوتيرة تصاعدية لتجاوز المحن التي شهدتها المنطقة العربية في الفترات الماضية.

 

الجزائر في صدارة الدول العربية الملتزمة تجاه الشعب الفلسطيني

أشار المحلل السياسي الدكتور أحمد ميزاب بأن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب وبعدما كنا نستبشر خيرا مع نهاية 2017 و بداية هذه السنة لما كان الحديث على المصالحة الفلسطينية والحوار ما بين المتخاصمين الفلسطينيين في إطار نقطة الالتقاء كون أن غزة دفعت الثمن لمدة 11 سنة من انتهاكات للأوضاع الإنسانية والحصار و غير ذلك وفي ظل كل هذا هناك دول لم تقصّر ولم تتراجع عن دورها في تقديم المساعدة لكل فلسطين، والجزائر لا تحتاج إلى منتدى للمانحين أو تجمع المانحين حتى تقوم بواجبها تجاه إخواننا وأشقائنا في فلسطين، الجزائر – يؤكد المصدر ذاته- كانت دائما في صدارة الدول الملتزمة والوفية تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، حتى في البيت العربي هي رقم واحد في الوفاء بالتزاماتها في صالح القضية الفلسطينية وخارج الالتزامات هو للعمل الإنساني والخيري والأخوي، مشيرا إلى أن قوة الموقف السياسي هي قوة الجبهة الداخلية.

زهير حطاب