دخلت نفق الروتين والملل.. برامج “الكاميرا الخفية” تفقد مكانها

دخلت نفق الروتين والملل.. برامج “الكاميرا الخفية” تفقد مكانها

 

دخلت برامج “الكاميرا الخفية” نفق الروتين والملل بدليل حضورها المحتشم على الشبكة البرامجية لمختلف القنوات الجزائرية في رمضان هذا العام، بعدما كانت حاضرة في السنوات الماضية بقوة.

ويلاحَظ غياب برامج الكاميرا الخفية بشكل دوري عن شاشات التلفزيون الجزائري. ولا يُعد هذا الغياب مُستغربا تماما؛ إذ واجهت هذه البرامج العديد من الانتقادات خلال السنوات الماضية، واتهم الكثيرون برامج الكاميرا الخفية الجزائرية، بضعف محتواها؛ ما أدى إلى انخفاض شعبيتها لدى الجمهور.

وقد يعود تراجع مثل هذه البرامج الخاصة بالمقالب، إلى عدم استهواء جمهور التلفزيون ما يقدَّم؛ فقد شاهد الجزائريون برامج كثيرة من هذا النوع، لكن الكمية لا تعكس أبدا الجودة؛ لا من حيث الفكرة التي تتكرر، ولا تجسيدها المبتذل، خاصة تلك التي تستضيف فيها شخصيات معروفة فنية أو رياضية، تميزت بالسماجة، وغياب الطرافة، والتي يجب أن تكون عنوانا لكل برامج الكاميرا الخفية، وليس زرع الذعر.

ولم تعد القنوات التلفزيونية كذلك تهتم بهذا النوع من البرامج، وصبّت اهتمامها على المسلسلات الدرامية الكبيرة، أو الكوميدية، أو بأقل حدة سلسلات السيتكوم. ولعل سبب عدم الاهتمام أيضا، هو غياب اقتراحات جادة من المنتجين. ولا ندري إن هم يتبنون مشاريع تحمل أفكارا جديدة، من شأنها أن تشدّ المشاهدين.

وقد تكون الظروف المالية، أيضا، سببا في تراجع إنتاج برامج الكاميرا الخفية. والقنوات التلفزيونية تصبّ جام اهتمامها على المسلسلات الدرامية التي تكلف ميزانيات كبيرة، وربما يرجع السبب إلى تراجع موضة الكاميرا الخفية، التي لم تعد “ترند”؛ فالواقع، اليوم، يقول إن نجاح أي منتوج تلفزيوني مرتبط بعدد المشاهدات التي يسجلها اليوتيوب فقط.

وتباينت ردود أفعال المشاهدين تجاه هذا الغياب. وعبّر البعض عن شعوره بالأسف على اختفاء هذه البرامج التي كانت تُضفي جوا من المرح والبهجة على رمضان، بينما يرى آخرون أن هذا التغيير قد يكون إيجابيا، ويتيح المجال لبرامج جديدة، ومبتكرة.

وبخصوص الكاميرتين الخفيتين “ما تزعفوش” وّالقناص”، فهما متشابهتان إلى حد كبير؛ إذ تدور حكاية المقالب داخل سيارة أجرة، وهي أيضا فكرة مستمدة من البرنامج القديم “الطاكسي المجنون”، وبالتالي نعود، مجدّدا، للحديث عن التكرار، وغياب إبداع جديد.

وأمام هذا الوضع، توجَّه مشاهدون جزائريون منذ سنوات، إلى متابعة بعض برامج الكاميرا الخفية التي تُبثّ على قنوات تلفزيونية ليبية أو تونسية. ولاحظنا بعض التعليقات الإيجابية على محتوى برامجهم على منصات التواصل الاجتماعي، وهو محتوى ينشد، بالدرجة الأولى، الدعابة، والضحك بدون إزعاج عصبي، أو تلوّث بصري.

ويمكن استغلال هذا الغياب كفرصة لإعادة تقييم محتوى برامج الكاميرا الخفية، وتطويرها لتُواكب أذواق الجمهور المتغيّرة، مع الحرص على تقديم محتوى هادف، يثري ثقافة المشاهد، ويساهم في تنمية المجتمع.

ب\ص