حلت ذكرى رحيل الفنانة مريم فخر الدين الثالثة، التي توفيت عام 2014.
نشأت في بيئة جعلت منها طفلة مزدوجة الديانة لفترة من الزمن، ففي أحد حواراتها كشفت الفنانة الراحلة عن معاناتها منذ أن كانت طفلة صغيرة فقالت: “عشت فترة من حياتي لا أدرك الفرق بين الإسلام والمسيحية،
حيث ولدت لأم مسيحية متطرفة وأب مسلم متدين”. وأكدت أن والدتها كانت تأمل أن ينتمى أبناؤها مريم ويوسف للديانة المسيحية، فسجلت ابنتها في المدرسة باسم ماري فخري، وظلت تدرس المسيحية لسنوات وتتعلم تقاليد الديانة المسيحية وتمارس طقوسها، وتؤدي صلواتها حتى فوجئ والدها بهذا، فذهب إلى المدرسة وأخبر المدرسين بديانتها المسلمة.
إضافة إلى أنه لم يوجه الفنانة الراحلة مريم فخر الدين أحد طوال عمرها إلى الصلاة، وبالتالي انتهت تلك الفترة من الازدواجية والتي عانت منها كثيرا.. وقالت سابقا.. لم يكن هناك من يوجهني إلى مزاولة الطقوس الإسلامية ومنها أداء فرائض الصلاة.
ولم يكن في خيالها بأن تعمل في المجال الفني ولم تحلم يوما أن يكون هذا هو طريقها، حيث دخلت عالم الفن عن طريق الصدفة عندما طلبت من والدتها أن تأخذ لها صورة فوتوغرافية تذكارية، فاستجابت الأم لرغبة ابنتها، حيث كان جمالها يوحي بأن صورتها ستكون مميزة.
وعندما شاهدها المصور، تيقن بخبرته أنها ستكون إحدى نجمات السينما، حيث اقترح على والدتها نشر صورة ابنتها ضمن المسابقة التي تنظمها مجلة “الايماج” الفرنسية مقابل تصويرها مجانا، حيث كان سعر الصورة آنذاك (5) جنيهات وحتى توفر الأم ثمن الصورة وافقت على شرط المصور، ونسيت الأمر تماما إلى أن تم نشر صورة الفتاة مريم فخر الدين ضمن عشرات الصور الأخرى لتفوز هي بلقب فتاة الغلاف.
وبعد نشر هذه الصورة على أغلفة المجلات الفنية وتداولها، تكالب عليها المنتجون وتوافد أفواج منهم إلى منزلها ولكن كان والدها يقوم بطردهم، حتى لجأ المخرج أحمد بدرخان بحيلة وهي اصطحاب عبده نصر صديق والدها معه الذين أقنعوه بدخولها عالم الفن وقبلوا كل الشروط التي أملاها عليهم والد الفنانة حتي بدأت مريم فخر الدين الفن بأول عمل سينمائي لها، حيث أسندت إليها البطولة المطلقة وهو فيلم (اللقيطة)، فقد جسدت فيه شخصية فتاة ملتزمة دينيا تحرص على أداء الفروض الدينية، الأمر الذي طمأن والدها وسمح لها بتكملة المشوار على أن ترافقها والدتها إلى أماكن التصوير.
ق/ث