نشر الأستاذ الجامعي والمؤرخ دحو جربال مؤلفا تاريخيا جديدا يتناول بوفاء وبشكل دقيق فكر وعمل لخضر بن طوبال (1923-2010) ومسيرته منذ طفولته الى غاية التحاقه بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
ويتطرق هذا الكتاب المتكون من 379 صفحة الذي أصدرته دار النشر “الشهاب” إلى مسيرة لخضر بن طوبال المدعو سي عبد الله اعتمادا على حوار مطول مع الكاتب والمختص في علم الاجتماع محفوظ بن نون دام قرابة خمس سنوات من 1980 إلى 1985، غير أن هذا الكتاب لم ينشر في تلك الآونة.
ويتناول الكتاب طفولة لخضر بن طوبال المولود سنة 1923 وسط عائلة متواضعة بمدينة ميلة وخطواته الأولى بالمدرسة القرآنية ثم المدرسة الفرنسية بمدينة عرفت التجديد الاصلاحي بفضل الشيخ مبارك الميلي ثم ظهور مجموعات مناضلة تابعة لحزب الشعب الجزائري.
كما تضمن الكتاب كل العمل النضالي في الوسط الحضري والريفي والتغييرات التي عرفها حزب الشعب الجزائري للوصول الى المنظمة الخاصة وتنظيم أولى المجموعات بالجبال والتحضيرات للانتقال الى العمل المسلح وعقد مختلف الاجتماعات قبل اندلاع الثورة.
وتحدث لخضر بن طوبال في أحد فصول الكتاب بعنوان “العام 1” عن ليلة الفاتح نوفمبر واستشهاد ديدوش مراد يوم 18 جانفي 1955 وهجومات الشمال القسنطيني يوم 20 أوت 1955 والمؤتمر الأول للولاية التاريخية الثانية، أين كان ينشط والتي أصبح قائدا لها بعد ذلك.
كما شكل تنظيم الثورة التحريرية نقطة هامة تحدث عنها هذا القائد التاريخي مطولا مع الكاتب، حيث تناول بالتفصيل مجريات ورهانات مؤتمر الصومام 1956.
للعلم، كان لخضر بن طوبال المولود سنة 1923 بمدينة ميلة مناضلا في حزب الشعب الجزائري وعضوا في المنظمة الخاصة، كما كان ضمن مجموعة الـ 22. كان أيضا مسؤولا عن الولاية التاريخية الثانية أين استخلف زيغود يوسف بعد استشهاده سنة 1955.
كما شغل لخضر بن طوبال منصب وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وكان أحد المفاوضين في اتفاقيات ايفيان الموقع عليها يوم 18 مارس 1962.
للتذكير، يشرف دحو جربال وهو أستاذ محاضر في التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر، منذ نحو ثلاثين سنة على مجلة الدراسات والنقد الاجتماعي “نقد”.
وبعد العديد من الأبحاث في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي، توجه دحو جربال نحو جمع شهادات الأطراف الفاعلة في حرب التحرير الوطنية.
ق/ث