في هذا الموضوع، سنلقي نظرة على الأفكار الخاطئة الـ4 المرتبطة بأمراض القلب، مع إضافة نصائح من الدكتور ديباك إل. بهات، رئيس تحرير “رسالة هارفارد للقلب”.
الخرافة الأولى: تناول مكمل غذائي من زيت السمك يومياً يمكنه الإسهام في وقايتك من أمراض القلب. في السبعينيات؛ لاحظ علماء أن الأشخاص الذين تتضمن أنظمتهم الغذائية كثيراً من الأسماك الدهنية يعانون من معدلات منخفضة من أمراض القلب. ويُذكر أن الأسماك الدهنية غنية بحمضي «أوميغا3» الدهنيين: «إيكوسابنتاينويك» ويشار إليه اختصاراً بـ “إي بي إيه”، و«دوكوساهكساينويك» المعروف اختصاراً باسم «دي إتش إيه”، اللذان لهما آثار بيولوجية يمكن أن تعود بالنفع على القلب والأوعية الدموية، مثل تهدئة الالتهابات والحيلولة دون حدوث تجلطات دموية. وبحلول الثمانينيات، بدأت مكملات زيت السمك «أوميغا3» في الظهور داخل المتاجر. واليوم؛ تعدّ هذه الكبسولات من بين المكملات الأكثر شعبية والمباعة داخل الولايات المتحدة.
الخرافة الثانية: لا بأس في أن يكون لديك ضغط مرتفع عندما تكون فوق الـ65 عاماً. مع تقدم الأفراد في العمر؛ تزداد جدران الشرايين تيبساً وصلابة، مما يجبر القلب على الضخ بقوة أكبر. وعليه؛ يميل ضغط الدم نحو الارتفاع. وكان يشار إلى هذه الظاهرة في الأصل باسم “فرط ضغط الدم الأساسي”، وذلك لاعتقاد الأطباء أنه فيما يخص كبار السن، فإن ارتفاع ضغط الدم ضروري لتوصيل الدم الكافي إلى الدماغ. وعليه؛ افترض بعض الأطباء أنه بعد سن نحو 65 عاماً، يمكن أن يصل ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأول في القراءة) إلى 150 ملم زئبق.
ومع ذلك؛ تنصح الإرشادات الحالية البالغين بالسعي إلى تحقيق قراءة ضغط انقباضية تبلغ 130 ملم زئبق أو أقل. وغالباً ما يتطلب إنجاز هذا الهدف من الأشخاص تناول عقارين أو أكثر من أدوية ضغط الدم. وبينما قد يترك هذا كبار السن عرضة للآثار الجانبية؛ مثل الشعور بالدوار ونوبات وحوادث سقوط، فإن مثل هذه المخاوف تبدو غير مبررة في معظم الحالات.
الخرافة الثالثة: التاريخ العائلي لمرض القلب يعني أنك ستصاب به حتماً. صحيح أن إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بأمراض القلب تزيد خطر إصابتك بهذه الحالة الشائعة، خصوصاً إذا عانى هذا القريب من «مرض قلبي مبكر»؛ الذي يجري تعريفه بأنه «نوبة قلبية تحدث قبل سن 55 عاماً لدى الرجال وقبل سن 65 لدى النساء». ويعدّ مرض الشريان التاجي، الذي يحدث عندما تتسبب الترسبات الدهنية في تضييق الشرايين المغذية للقلب، أكثر صور أمراض القلب شيوعاً. وربما ترتبط عوامل، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبالجينات الموجودة بين أبناء عائلة واحدة. ومع ذلك؛ فإن السلوكيات غير الصحية، مثل التدخين وسوء التغذية، تميل كذلك إلى الانتشار بين أبناء الأسرة الواحدة، وربما تساهم في زيادة المخاطر.
عن ذلك، أوضح الدكتور بهات: “فيما يتعلق بمعظم الناس، تحمل عوامل نمط الحياة ثقلاً – في حدوث مشكلات القلب – أكبر من العوامل الوراثية، ولذا يمكن للعادات الصحية المساعدة في مواجهة المخاطر الموروثة”.
الخرافة الرابعة: فقط النساء يصبن بأعراض نوبة قلبية غير عادية. منذ نحو 20 عاماً، أطلقت «جمعية القلب الأمريكية» حملة «الأحمر من أجل النساء” للمساعدة في تعزيز الوعي بأمراض القلب لدى النساء. ودارت الرسالة الرئيسية حول التعريف بأعراض النوبة القلبية، وأبرزت بعض الأعراض الأقل شيوعاً، مثل الغثيان والقيء والشعور بالدوار وآلام الفك.
وأشار بعض الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الأعراض من الرجال. ومع ذلك؛ تبقى الاختلافات بين النوعين محدودة، مع إمكانية حدوث أعراض أقل شيوعاً لدى الرجال أيضاً.
في هذا السياق؛ نصح الدكتور بهات بأنه: «كنَّ على علم بكل هذه الأعراض، واتصلن برقم الطوارئ إذا ساورتكن الشكوك في أنكن تعانين نوبة قلبية”.
أعراض النوبة القلبية الشائعة وأخرى أقل شيوعاً
تتشابه أعراض النوبات القلبية الأكثر شيوعاً بين الرجال والنساء. ومع أن النساء أكثر احتمالاً إلى حد ما للشعور بالغثيان وضيق التنفس، فإن كثيراً من الرجال يمرون بهذه الأعراض. وتتضمن الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً: الشعور بالإرهاق، والألم بين لوحي الكتف، والدوار، وآلام الرقبة والفك، والخفقان، والإغماء، وألم المعدة، وعسر الهضم، والألم في الذراع اليمنى أو الكتف.
ق. م