دبلوماسي صحراوي: المغرب يريد إخراس صوت الصحراويين وفرنسا تدعم احتلاله

دبلوماسي صحراوي: المغرب يريد إخراس صوت الصحراويين وفرنسا تدعم احتلاله

 

أكد ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا ونيوزيلندا، كمال فاضل، أن المغرب يقوم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد النشطاء الصحراويين، بمن فيهم المدونون والصحفيون مثل نزهة الخالدي، معبرا في ذات الوقت عن أسفه لكون فرنسا لا تزال تدعم الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وبشكل مخجل.

وفي حديثه إلى صحفية الإذاعة الأسترالية، جان بارتليت، الجمعة، أطلع كمال الجمهور الأسترالي على قرار المحكمة المغربية ضد المدونة الصحراوية، نزهة الخالدي، التي حُكم عليها مؤخرًا بغرامة مالية قدرها 400 يورو، فقط لأنها تفضح بعملها الإعلامي انتهاكات السلطات المغربية ضد المتظاهرين الصحراويين المسالمين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

ويؤكد كمال أن المحكمة المغربية _ليست محكمة عادية مثل أي محكمة في أستراليا على سبيل المثال. بل هي تمثل النظام القانوني المغربي، المعروف بفقدانه للشفافية والعدالة. حيث يقوم القاضي المغربي فقط بتنفيذ التعليمات التي تصله من النظام السياسي المغربي، المخزن، والهدف من ذلك هو تهديد وإسكات صوت الصحراويين واضطهادهم، حيث قرر القاضي فرض غرامة 400 يورو على نزهة، عندما عجز عن إيجاد أي تهمة معقولة ضدها.

ويرى كمال فاضل أن المحكمة المغربية اضطرت إلى تبني هذا الحكم مع عدم وضع الصحفية الصحراوية في السجن بسبب الضغوط الدولية التي مارستها منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام.

ويعتقد كمال أن _السلطات المغربية كانت حذرة بعض الشيء في هذه الحالة، لكن لا يمكننا أن نستبعد إقدامهم على أي شيئ آخر ضدها في المستقبل، من قبيل اعتقالها أو تعذيبها أو القيام بأي شيء مسيء ضدها. لذا، فإن الحكم كان قرارًا مخففًا بسبب الضغط الدولي في الوقت الحالي.

وأكد الديبلوماسي الصحراوي أن الحكومة المغربية لا تتمتع بالسيادة على الصحراء الغربية وأنها تحتل المنطقة بشكل غير قانوني، وبالتالي لا ينبغي لها حتى اعتقال نزهة أو محاكمتها أمام محكمة استعمارية من الأساس.

_ليس للمغرب حقوق في الصحراء الغربية وليس له الحق في محاكمة الصحراويين أمام محاكم مغربية، فنحن لا نعترف بالنظام القانوني المغربي ولا نزهة أو أي صحراوي آخر يعترفون به، يقول كمال، هذا شيء مبدئي يجب الانتباه له، وهو أن التواجد المغربي غير قانوني في الصحراء الغربية، ولا يحق له محاكمة الصحراويين.

وأعرب عن أسفه للموقف المخزي لفرنسا، التي لا تزال تدعم المغرب في هذا العدوان على الصحراء الغربية، مستغلة بشكل مخز عضويتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ويرى الدبلوماسي الصحراوي أن ما يحدث في الصحراء الغربية هو نوع من الإبادة الجماعية التي استمرت لمدة 44 عامًا حتى الآن. ولسوء الحظ، لا يتعامل المجتمع الدولي هذه القضية بجدية ولا يفعل الكثير حيالها .

واعتبر كمال أن فرنسا لا تستخدم موقعها في مجلس الأمن الدولي بحكمة أو عدالة، بل تستخدمه لدعم المغرب، هذا النظام الملكي المطلق، الذي ينتهك حقوق الإنسان، وينتهك القانون الدولي، لكن الفرنسيين الذين يذكروننا طوال الوقت بأن بلادهم تحترم حقوق الإنسان، والقانون الدولي تقف عكس ذلك تماما في هذه الحالة. حيث تدافع فرنسا عن نظام دموي قتل الأبرياء وسجنهم وغزت قواته أرض الآخرين واستخدمت العدوان والقوة العسكرية في ذلك. فرنسا ترتكب شيئًا فظيعًا حقًا في الصحراء الغربية. ومع ذلك، فلا أحد يحاسبها على ذلك.