أخرج من جيبك بعض المال وتصدَّق بها على الفقراء والمساكين بنية شفائك أو شفاء مريضك، وسترى مفعول هذه الصدقة أمام عينيك؛ لأن هذا وعد من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، القائل “وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ”. يقول أحد الدعاة وهو يروي قصةَ رجلٍ كان مريضًا بالقلب فشفاه الله تعالى بالصدقة!. يقول: كان رجلٌ مريضًا بالقلب، ولا علاج له إلا بعملية جراحية لتوسيع أحد الشرايين، وسافر إلى أوروبا لعمل تحاليل وإشاعات لتحديد يومِ إجراء العملية، وبالفعل تم تحديد العملية، وعاد الرجل إلى وطنه قبل السفر مرة أخرى لإجراء العملية، وفي أحد الأيام ذهب لشراء بعض الكيلوجرامات من اللحم، وأثناء شرائه اللحم رأى سيِّدة تقوم بجمع العظم وبعض القطع الصغيرة جدًّا من اللحم التي تقع من الجزار أثناء تقطيعه اللحم، فتعجَّب الرجل من ذلك وتأثر، ثم سأل الجزار، وقال له: مَن هذه السيدة؟ فقال الجزار: إنها أرملة، ولها أولاد، ولا تستطيع شراء اللحم، فتقوم بجمع العظم! فتأثر الرجل بقصة هذه السيدة، فقال للجزار: خُذْ هذا المبلغ من المال، وأَعطِها 2 كيلو، وكل أسبوع سيصلك مثل هذا المبلغ لإعطائها 2 كيلو كل أسبوع مدى الحياة، فدَعَتِ السيِّدة للرجل، وبعد عدَّة أيام سافر الرجل لإجراء العملية، وأثناء إجراء بعض التحاليل والإشاعات قبل إجراء العملية وجد الأطباء شيئًا غريبًا؛ حيث إنهم وجدوا الشريان الذي يحتاج إلى التوسيع قد عاد لأصله، ولا يحتاج للتوسيع.
فقالوا له: مَن قام لك بإجراء العملية، فأقسم لهم أنه لم يَقُم بإجراء العملية، فعَلِم الرجل أن صدقتَه التي أعطاها للسيدة الفقيرة كانت سببًا في شفائه. فيا من عندك مريض وعجز الطب عن علاجه تصَدَّق بنية الشفاء، يا من عندك حاجة وتريد أن يقضيها لك الله تصدَّق بنية قضاء حاجتك، يا من عندك ولد قد أتعبك تصدَّق ثم ادْعُ الله له بالهداية، يا من تشكو من قلة البركة في راتبك ومعاشك تصَدَّق، يا من عندك مشكلة بينك وبين زوجتك وبين أولادك تصَدَّق وادْعُ الله أن يحلها لك. ويقول ابن القيم رحمه الله “فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه”. فيا أخي، تعال لنتصدَّق ونساعد الفقراء والمحتاجين، ولنمد أيدينا إليهم، والله يوم ينظر الله تعالى إلى أمة يرحم غنيُّها فقيرَها، وقويُّها ضعيفَها، والله سينظر إليها بعين الرحمة، وتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: “الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ” الترمذي.
من موقع الالوكة الإسلامي