إن الإسلام دين الرحمة والسماحة، دين نهى عن التعدي لا على المرأة فحسب؛ بل حتى على الجماد وبهيمة الأنعام، وكل ناظر في الشريعة الإسلامية بإنصاف يجد من النصوص الكثير مما ينهى عن كل صور العنف ضد المرأة زوجة كانت أو بنتا، أو أختا أو غيرها. ومن تلك النصوص، أمر الله عز وجل بحسن عشرة الأزواج لزوجاتهم حيث يقول الله تعالى : “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً” النساء:19. كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء خيرا، فقال في خطبة الوداع كما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إستوصوا بالنساء خيرا فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله …”. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل البشوش الخلوق مع الناس عموما ومع أهله ونسائه خصوصا من أكمل الناس إيمانا فقال صلى الله عليه وسلم: “أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم” رواه الترمذي من حديث أبى هريرة. وقال في حديث آخر: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” أخرجه بن حبان. وتدبروا قول الله تعالى بعد الأمر بالمعاشرة بالمعروف حيث يقول : “… فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً” النساء:19. بل وما أثمنها من نصيحة غالية يهمسها النبي صلى الله عليه وسلم في أذن كل زوج مسلم حيث قال : “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر” أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة .وصور العنف ضد المرأة كثيرة؛ فالتضييق على الزوجة والأولاد في النفقة؛ حتى يتكففوا الناس. وإيذائها بالألفاظ السيئة والإبقاء على البنت بلا تعليم وتربية شرعية؛ وهجران الزوجة الأولى بالولع والتعلق بالزوجة الثانية الأجمل والأصغر منها سنا. هي أمور لا يرضاها الإسلام؛ وتنفر منها أخلاق الكرام، فلا يقع فيها إلا من نقصت ديانته؛ وانطمست نخوته ورجولته. فالله الله في النساء؛ ارحموا ضعفهن وأقيلوا عثرتهن وصونوا أنوثتهن؛ واتقوا الله لعلكم ترحمون.
من موقع وزارة الشؤون الدينية