إن الخيرية مع الأهل هي إحدى طرق السعادة والبشر والهناء، ومن أوسع الطرق الموصلة لزوال المشاكل، وحصول التفاهم، والحياة الطيبة، وفي هذا الجزء من النص النبوي الكريم “خيركم خيركم لأهله”، سيكون لنا وقفات مع متطلبات ومخرجات تلك الخيرية العظيمة، لعلنا نستذكرها، ونجعلها واقعًا عمليًّا لنا في بيوتنا وهي على النحو التالي:
– هذه الخيرية مع الأهل وغيرهم مدخل كبير لكثير من الصفات الخيرية والقيم الاجتماعية، كما أنها مسلك واسع للأخلاق والسلوك، فما أجمل أن تنتظم مفردات تلك الخيرية في شخصك الكريم المبارك يومًا بعد يوم وشيئًا فشيئًا، حتى تكتمل فيك المحاسن، فتبلغ درجة الصائم القائم؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الرجل ليبلغ بحُسن خلقه درجة الصائم القائم”، فاجعل ذلك أحد مشاريعك.
– من متطلبات الخيرية الغيرة على المحارم؛ حيث إن من الخير الذي يسوقه راعي البيت لرعيته الحشمة والعفة والتربية عليها، ومما يتمثل فيه هذا الجانب اللباس الساتر، وخلق الحياء، وتثقيف أهل البيت بهذه وأمثالها بين الفينة والأخرى.
– من متطلبات الخيرية تعليم أهل البيت ما يهمهم في أمور دينهم ودنياهم في تصحيح عباداتهم، وحل إشكالاتهم، ومن أيسر الطرق لهذا وضع درس في البيت تجتمع فيه الأسرة جميعًا، أو في بعضهم بشكل دوري، ويتم فيه طرح ذلك البرنامج، فما أعظمها من روضة تحفها الملائكة، وتغشاها الرحمة، وتنزل عليها السكينة.
– من متطلبات الخيرية التوسعة على أهل البيت في النفقة بالمعروف، وهذا من الإنفاق المحمود، ويقول أحدهم: عندما ينزل راتبي الشهري في حسابي، فإنني أتصدق به كله أحيانًا، وبأكثره أحيانًا أخرى، فقال له صاحبه: وكيف ذلك لعلنا نحصل على مثل ما حصلت عليه من الخير، فقال: إنني احتسب كل ما أشتريه لأسرتي من مأكول أو مشروب أو ملبوس أو غيرها من سائر الخدمات، أحتسبها صدقة.
– ومن لوازم الخيرية أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فهو ركن ركين في جلب الخير لهم وله، ودرء الشر عنهم عنه، فكم تصححت مسارات ومعاملات، بسبب ذلك، وهذا لا شك من عظيم الخير الذي ينشده كل مربٍّ، فلا تتكاسل وتتقاعس، فإن هؤلاء الذرية هم كسبك وتجارتك، وغرسك في الدنيا والآخرة، فعليك بتعاهدهم بالأمر والنهي.
– ومن لوازم الخيرية الرِّفق في المعاملة؛ قال عليه الصلاة والسلام: “من يحرم الرفق يحرم الخير كله”، فالرفق سبب لكل جمال وكمال في الأقوال والأفعال.