خواطر دعوية.. التوفيق للهداية

خواطر دعوية.. التوفيق للهداية

إن التوفيق للهداية من أعظم منن الله تعالى على عبده ومن أجل منحه وهباته، فإن التوفيق للهداية علامة على إرادة الله بالعبد خيرًا، وأنه أراد أن يفتح له بابًا عظيمًا من أبواب الرحمة، ومن ثم فإن الثبات على هذه الهداية نعمة أخرى وعطية جليلة من عطاياه لعبده، ولكنها تحتاج من العبد للقيام بأسباب لأن يبقى ثابتًا على الهداية. ومن هذه الأسباب ما يلي:

أولًا: الحمد: فإن نظر العبد إلى عظيم هذه النعمة المسداة وتوفيق ربه له، أوجب له نظره هذا الحمد عليها والشكر لمسديها، فبهذا الشكر تدوم وبه تزداد؛ يقول الله تعالى: ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” إبراهيم: 7.

ثانيًا: سؤاله الثبات: ومن هذا الشكر سؤال الله الثبات على هذه الهداية، وصدق اللجوء إلى الله، والإلحاح عليه بالدعاء والإكثار منه، والخوف من الحور بعد الكور، ومن الانتكاسة بعد الاستقامة، وليكن دعاء إبراهيم وخوفه على نفسه وبنيه من عبادة الأصنام، وهو إمام الموحدين نصب عينيه؛ حيث قال: ” وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ “.

ثالثًا: عبادة الخلوات: إن من أعظم أسباب الثبات هي عبادة الخلوات، فعند البعد عن أعين البشر والخلوة في طاعة الله، يتبين المؤمن من المنافق، فإن المؤمن إذا خلا وتفرغ نصب قدميه بين يدي ربه، يناجيه ويسأله ويبتهل إليه، والمنافق إذا خلا بمحارم الله انتهكها.

رابعًا: العمل بالعلم: العلم من أجل الأعمال وأزكاها؛ يقول الله تبارك وتعالى: ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ” الزمر: 9، وقد بوب البخاري في كتابه الصحيح، فقال: باب قال الله تعالى: ” فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ” محمد: 19.

خامسا: تلاوة القرآن: قال تعالى ” وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ” الكهف: 27، التلاوة: هي الإتباع؛ أي: اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفَهمها.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية