خواطر.. ثمرة الرضا بالله تعالى

 خواطر.. ثمرة الرضا بالله تعالى

إن ثمرة الرضا بالله تعالى مباركة طيبة، وكيف لا تكون كذلك وهي استناد إلى ركن سعادة الدنيا والآخرة، وهي الثقة بتدبير الحي القيوم البر اللطيف، وانغماس في بحر الطمأنينة لتدبير العليم القدير الحكيم الرحيم، وارتواء بالفرح والغبطة والسرور بالله تبارك وتعالى؟

فيا صاحبي، تأمل ما عندك لا ما ليس عندك، فإن ما عندك من جود ربك الوهاب الكريم، وما ليس عندك فهو من حكمة ربك اللطيف الرحيم، وكن من أهل الحياة الطيبة ” فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ” النحل: 97، وهي الإيمان والقناعة، وقد مات حبيبك صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة، ففوِّض أمرك إلى من بيده مقاليد الأمور، وأعنَّة النواصي، ومفاتح الأرزاق، واعلم أنه أرحم وأعلم، وألطف وأرفق وأحكم بك من نفسك. ومن ثمار الرضا بالله تعالى: أنها سبب لمحبة الله ورضاه وتجنب سخطه، والنبي صلى الله عليه وسلم كان أرضى الناس بالله، وأسرُّ الناس بربه، وأفرحهم به تبارك وتعالى. والرضا دليل على زيادة الإيمان وحسن الإسلام، وحبل متين للفوز بالجنة والنجاة من النار، ومظهر من مظاهر صلاح العبد وتقواه، وصاحبها موعود بالبشرى في الآخرة، وهي دليلُ حسنِ ظن العبد بربه، وطريق إلى الفوز برضوان الله تعالى، فالرضا يثمر رضا الرب عن عبده، فإن الله عز وجل شكور حميد، وإذا ألحَحْتَ عليه وطلبته وتذللتَ إليه، أقْبَلَ عليك وقرَّبك. والرضا يضفي على الإنسان المسلم راحة نفسية وسكينة روحية، ويجنبه الأزمات النفسية من قلق زائد، وتوتر وعَجَلَة، وانفعال وغضب، كما أنها طريق واضح إلى تحقيق السلام في مجتمعات الناس، فإن المجتمع مكوَّن من لبنات أفراد، فإن استقاموا استقام. كما أن الرضا يخلِّص من الهم والغم والحزن، وضيق الصدر ووَحَرِهِ، وشتات القلب، وكسف البال، وسوء الحال؛ ولذلك فإن باب جنة الدنيا يُفتح بالرضا قبل جنة الآخرة؛ فالرضا يوجِب طمأنينة القلب وراحته. فالرضا يُنْزِل على قلب العبد سكينةً لا تتنزل عليه بغيره، ولا أنفع له منها، ومتى ما نزلت على قلب العبد السكينةُ استقام وصلحت أحواله، وصلح باله، وكان في أمْنٍ ودَعَةٍ، وطِيبِ عيش، ورغد روح، وسعادة حال.

الدكتور زيد بن محمد