ما يزال قاطنو الحي الفوضوي “طريق مفتاح” بخميس الخشنة غرب بومرداس ينتظرون تدخل المسؤول الأول عن البلدية ووالي الولاية في القريب العاجل، من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة التي باتت بالنسبة لهم حلما ينتظرونه منذ سنوات عدة، خاصة وأنهم لا يزالون يواجهون مصيرا مجهولا بالرغم من سلسلة من الشكاوى المودعة غير أن لا جديد يذكر.
“الموعد اليومي” تنقلت الى الحي الفوضوي “طريق مفتاح” بخميس الخشنة غرب بومرداس، قصد الوقوف على جملة المشاكل التي تعترض يوميات العائلات القاطنة بهذا الحي القصديري والتي تجاوز عددها 500 عائلة، أين أبدت استياءها و تذمرها الشديدين إزاء تأخر ادراجها في عمليات الترحيل التي باشرتها السلطات في الفترة الأخيرة رغم استفادة احياء أخرى تابعة لبلديتهم من الترحيل.
و في لقاء جمعنا مع بعض قاطني هذا الحي الفوضوي، اكدوا لنا انهم يواجهون مشاكل بالجملة و يعانون ظروفا اقل ما يقال عنها انها صعبة للغاية، أين تنعدم بحيهم الهش أدنى مرافق الحياة الكريمة، حيث يعيشون في بيوت غير صالحة تماما لإسكان البشر فيها وإنما هي صالحة للحيوانات على حد قول احد السكان، مضيفين أن سكناتهم تعرف اهتراءا كبيرا وأنها على وشك الانهيار على رؤوسهم في أي وقت، فضلا عن ضيق مساحتها، حيث لجأ إليها السكان بسبب أزمة السكن التي يعانون منها على أمل استفادتهم من الترحيل في القريب، لكن إقامتهم طالت بالمكان وتضاعف عدد أفراد الأسرة الواحدة مما جعل السكنات تضيق بقاطنيها، وأصبحت فئة الشباب من أفراد الأسرة الواحدة يضطرون للمبيت في الخارج ما يشكل خطرا على مستقبلهم وحياتهم .
ناهيك عن مواجهتهم لنقائص عديدة تتعلق بمرافق الحياة اليومية التي تغيب في سكناتهم و في مقدمتها المياه التي تعرف غيابا تاما في عز حرارة الصيف، ما يضطرهم إلى شراء صهاريج من المياه التي اثقلت أسعارها كاهلهم باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار في هذا الموسم الحر، أين تعرض بـ 1800 دج للصهريج الواحد، كما أن قاطني الحي الفوضوي “طريق مفتاح” بخميس الخشنة محروم أيضا من الربط بالكهرباء ما اضطر العائلات إلى ربط سكناتهم بالكهرباء بطريقة فوضوية ما قد يعرضهم لشرارات كهربائية تؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه.
هذا الى جانب غياب الغاز الطبيعي بسكناتهم، الامر الذي كبدهم متاعب كبيرة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتعدد استعمالات غاز البوتان في التدفئة والطهي ويضطرون لاقتنائها من نقاط بيعها بمبالغ مرتفعة تصل شهريا إلى 2000 دج، الامر الذي كبدهم مصاريف هم في غنى عنها يدفع ثمنها العائلات ذوي الدخل المتوسط الذين يلجأون الى استعمال الحطب من اجل الطبخ والتدفئة.
كما أوضح السكان أن التهيئة غائبة بحيهم، إذ يعانون من تدهور حالة الطريق المؤدية للحي خاصة في فصل الشتاء والتي تتحول إلى مستنقعات للمياه ما ينتج عنه عرقلة في حركة السير سواء بالنسبة للراجلين او أصحاب السيارات الذين يجبرون على تركها خارج الحي خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها.
كما تعترض يوميات سكان الحي الفوضوي “طريق مفتاح” بخميس الخشنة غرب بومرداس نقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على غرار انتشار النفايات بالحي ما حوله إلى شبه مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار اليه وذلك بسبب غياب حاويات لجمعها، ناهيك عن غياب عمال النظافة الذين لا يزورون الحي كثيرا، الأمر الذي زاد من تكدسها وأدى الى انتشار الحشرات و الحيوانات الضالة ما قد يعرض السكان لأمراض خاصة منهم الأطفال ، هذا الى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة بالسكنات الهشة بالحي، ما نتج عنه إصابة العديد من المواطنين بأمراض مزمنة كالربو والحساسية، خاصة منهم فئة الكبار والأطفال الذين لا يستطيعون تحمل هذه الوضعية المزرية، ناهيك عن مواجهتهم لمشكلة غياب الانارة العمومية بالحي ما ساهم في انتشار السرقات و الاعتداءات من قبل غرباء عن المنطقة الذين يقصدونها من أجل الاستيلاء على أملاكهم ما حول يوميات السكان الى جحيم حقيقي لا يطاق و حرمهم من نعمة الراحة و التجول بحيهم.
وأمام الظروف الصعبة التي تعيشها العائلات القاطنة بالحي الفوضوي “طريق مفتاح ” بخميس الخشنة غرب بومرداس، يناشد هؤلاء والي ولاية بومرداس السيد “يحي يحياتن” التدخل العاجل من اجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتضع حدا لحياة الغبن التي يعيشها ما يزيد عن 500 عائلة في تلك البيوت منذ سنوات عدة.
أيمن. ف