ناشد فلاحو العاصمة ممن يستثمر في غرس أشجار الفواكه تدخل السلطات لتمكينهم من الدواء أو المبيد الكفيل بالقضاء على وباء “اللفحة النارية” الذي أتى على أشجارهم طوال الخمس سنوات الماضية، بحيث أضحوا قاب قوسين أو أدنى من كارثة فقدان جميع أشجارهم سيما منها أشجار الإجاص، التفاح والسفرجل مؤكدين أنهم جربوا كل الحلول المقترحة عليهم دون أن يجدوا أية فائدة. الأمر الذي جعلهم يقذفون بالكرة في ملعب السلطات لتسوية الإشكال الذي يهدد المنتوج خاصة منه الإجاص الذي حافظ طوال عقود على صدارته في وفرة الانتاج وذلك على المستوى العربي، منوهين إلى أن البكتيريا المسببة للوباء سريعة الانتشار تستقر خلال فصل الشتاء بأنسجة الأشجار مستفيدة من الأمطار والرطوبة التي تعرفها العاصمة وضواحيها استعدادا للنشاط والتكاثر في فصلي الربيع والصيف مسببة خسائر فادحة للفلاح .
دعا الفلاحون إلى إنقاذ بساتينهم من الوباء وبعث الحياة في الأشجار التي طالتها بكتيريا اللفحة النارية من خلال تمكينهم من الأدوية أو المبيدات اللازمة أو ارسال خبراء يقفون على المشكلة، سيما بعدما استنفذوا كل المحاولات ولم يتبق منها إلا التخلص النهائي منها قبل أن تطال الأشجار السليمة، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار الفواكه المعرضة للوباء في السنوات الأخيرة لدرجة بلغت بعض أنواعها الـ 500 دج للكلغ الواحد كان بسبب ذات البكتيريا وليس كما تم الترويج له من أن منع استيرادها فتح المجال أمام الانتهازيين لفرض منطقهم، خاصة وأن الاستثمار فيها أضحى مؤخرا في خانة المجازفة وقد يودي بكامل رأسمالهم ويفقدون بساتين أشجارهم بالنظر إلى سرعة انتشارها وإتلافها للأشجار وتؤثر حتى على إنتاج العسل لأنها تطال الأزهار وتدمر مساحات كبيرة لها.
وحسب الخبراء، فإن بداية الإصابة تكون باسوداد الأوراق والأفرع وفي الحالات الشديدة تصاب الأفرع وتتحول إلى شكل الخطاطيف وقد يخرج من الأجزاء المصابة سائل لزج يحتوي على ملايين الخلايا البكتيرية. وتظهر الأعراض بدءًا من موسم الصيف ويمكن للبكتيريا قضاء فترة الشتاء في الأنسجة المتقرحة وحتى بدء موسم الربيع التالي، وتعتبر اللفحة النارية واحدة من أهم الأمراض المدمرة لأشجار الإجاص والتفاح ويظهر المرض في مواسم متفرقة ولكن يمكنها إحداث إصابة شديدة للأشجار لينتشر المرض بصورة وبائية فيقضي على الأزهار والأفرع الخضرية وأحياناً على الشجرة بأكملها مقترحين جملة من التدابير الوقائية التي من شأنها مقاومة الوباء على غرار مراقبة الأشجار ضعيفة النمو في الصيف بعد عشرة أيام من سقوط البتلات واستبعاد الأفرع المصابة وذلك بالقص أسفل منطقة الإصابة بما يقرب من 30-40 سم، أما التقليم الشتوي أسفل مكان الإصابة بـ 10 سم تقريباً مع مكافحة الحشرات المختلفة كالمن ونطاطات الأوراق وبق النبات وبسيلا الإجاص، وكذا استخدام الأصناف والأصول المقاومة للمرض واتخاذ الإجراءات التي تحد من النمو الخضري الزائد للأشجار والتي تمنع إطالة فترة النمو الخضري، وأخيرا رش الأشجار بكبريتات النحاس قبل تفتح البراعم للقضاء على البكتيريا، ثم رش المضادات الحيوية في مرحلة الإزهار وهي فعالة جداً للوقاية من هذه الآفة .
إسراء. أ