يتعرض البشر عموما خلال فصل الشتاء للإصابة بعدد من الفيروسات المنتشرة خلال هذا الفصل، وهو ما سجلته عيادات الأطباء واستعجالات المستشفيات التي عرفت إقبالا كبيرا للمرضى سواء حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة، و”كوفيد-19″، والإنفلونزا الموسمية.
وغالبا ما تتشابه الأعراض رغم تباين حدتها، وهو ما يجعل الشخص مترددا وحائرا في تحديد إن كان عليه طلب الاستشارة الطبية أو الاعتماد على العلاج المنزلي المعتاد، وهو ما سنحاول تفسيره وفق ما رصدناه من آراء المختصين.
متى يقرّر المريض حاجته إلى إجراء اختبار لمعرفة مرضه؟
يعتمد قرار المريض بزيارة المصحة الطبية لإجراء اختبار معرفة المرض الذي يعاني منه على عمر الشخص، والحالات الطبية الأساسية، ونوع الأعراض التي يُعاني منها.
علما أنه لا يحتاج غالبية الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من أعراض خفيفة مثل سيلان الأنف، والاحتقان، والتعب إلى طلب الرعاية الطبية، وعلميا هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، وتُعتبر سببا لهذه الأعراض.
حتى لو كان هؤلاء الأفراد الأصحاء الذين يعانون من أعراض خفيفة لديهم إصابة بـ “كوفيد-19” أو الإنفلونزا، فيحتمل ألا يكون لديهم الأهلية للحصول على العلاج المضاد للفيروسات، ويمكنهم اختيار إجراء اختبارات منزلية لكورونا أو الإنفلونزا، أو كليهما إذا كانوا يرغبون بمعرفة ما إذا كان لديهم إصابة بهذين الفيروسين.
لكن هذه المعرفة لن تغير إدارتهم السريرية حقًا، ستتمثل التوصية بعلاج الأعراض، أي الراحة، وتناول الكثير من السوائل والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفين لتخفيف أعراض الحرارة وآلام الجسم.
لكن الاختبار يبقى مهمًا بالنسبة لبعض الأشخاص من كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية مزمنة، وهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل “كوفيد-19” والإنفلونزا، ويجب على هؤلاء الخضوع للاختبار ما أن تبدأ الأعراض حتى يتمكّنوا من بدء العلاج الفوري المضاد للفيروسات. كما تُعتبر النساء الحوامل معرضات بشكل خاص لمضاعفات الإنفلونزا.
وتلعب شدة المرض أيضًا دورًا لسببين، في حالة الإنفلونزا، يوصى بالعلاج المضاد للفيروسات للأشخاص الذين يعانون من مرض شديد، حتى لو لم يكن لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض شديد، بالإضافة إلى ذلك، إذا كان شخص ما مريضًا جدًا، فمن الممكن أن يكون مصابًا بمرض آخر. ولعل ما يعاني منه ليس نزلة برد بسيطة، بل التهاب رئوي بكتيري يتطلب مضادات حيوية.
ويحتاج الشخص الذي يعاني من سعال متفاقم وحرارة شديدة ومستمرة، وأعراض أخرى مثيرة للقلق مثل ألم في الصدر والبطن، وصعوبة في التقاط أنفاسه إلى طلب الرعاية الطبية لعلاج هذه الأعراض والبحث عن السبب الكامن خلفها، إذا لم تتحسن الأعراض بعد خمسة إلى سبعة أيام، فيستحسن الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
هل اضطرابات المعدة تستدعي زيارة الطبيب
يعاني غالبية الأشخاص الذين لديهم حالات مثل الإسهال، والقيء، وتشنجات المعدة من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي الناجم عن فيروس النوروفيروس شديد العدوى، ويأتي هذا المرض فجأة وهو غير مريح بشكل كبير، لكن تتعافى الغالبية العظمى من هؤلاء تمامًا في غضون أيام قليلة، لا يوجد علاج محدد للمرض، ولا يوصى عمومًا بإجراء اختبار لتأكيد التشخيص.
وهناك استثناءات إذا كان لدى شخص ما أعراض مستمرة للإسهال والقيء، أو إذا أصيب بالحرارة، أو إذا كان يعاني من آلام شديدة في البطن، فإن القلق هو أن ما يعاني منه ليس نوروفيروس العادي، ربما يعاني هؤلاء من عدوى بكتيرية، ويحتاجون إلى المضادات الحيوية، ويجب عليهم استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى تقييم واختبار إضافي.
ما هي الأعراض الأخرى التي يجب على الأشخاص الانتباه إليها؟
إذا كان طفلك يعاني من التهاب الحلق والحرارة، فاطلب الاستشارة الطبية لمعرفة ما إذا كان مصابًا بالتهاب الحلق العقدي، وسيحتاج الأشخاص إلى المضادات الحيوية لمنع المضاعفات التي تأتي مع المجموعة أ من البكتيريا العقدية التي تسبب التهاب الحلق، والعديد من حالات التهاب الحلق سببها فيروسات، ولا تحتاج إلى علاج محدد، لذلك من المهم التمييز بين الأسباب الفيروسية والبكتيرية لالتهاب الحلق. يمكن للأطباء أيضًا في بعض الأحيان التمييز بينهما بناءً على الأعراض، رغم إجراء اختبار البكتيريا في بعض الأحيان. إضافة إلى هذا فإن الشخص الذي يعاني من أعراض مقلقة، مثل ألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو تنميل أو ضعف في الذراع أو الساق، فيجب عليه الذهاب إلى قسم الاستعجالات.
ما هي بعض التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالأمراض المعدية ونقلها؟
يقول الأطباء إنه ليس من السهل تجنب العدوى خلال موسم الفيروسات في فصل الشتاء، لكن يمكن للناس اتخاذ التدابير التالية، مثل غسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون، وإذا لم يتوفر الماء والصابون، يجب على هؤلاء استخدام معقم اليدين.
أما الأشخاص المعرضون للإصابة بأمراض خطيرة، فيجب أن يفكروا في الحد من تفاعلاتهم مع الآخرين، وارتداء قناع عالي الجودة في الأماكن المغلقة المزدحمة، والابتعاد عن الأشخاص المرضى.
ق. م