خلال ملتقى الطريقة الشيخية.. عرض جوانب من فكر العلامة سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري

خلال ملتقى الطريقة الشيخية.. عرض جوانب من فكر العلامة سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري

*  جهود كبيرة في نشر ثقافة لمّ الشمل والتسامح


شكّل دور العلامة الصوفي والولي الصالح سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري مؤسس الطريقة الشيخية في تجسيد الوحدة والسلم والتسامح في بلدنا محور سلسلة من المحاضرات التي نظمت، نهاية الأسبوع الماضي، بمتليلي الواقعة 45 كلم جنوب غرداية.

من أجل لمّ الشمل والمحافظة على الهوية

واستعرضت ثلة من العلماء والجامعيين والباحثين وأتباع الطريقة في محاضراتهم التي ألقيت في إطار فعاليات الطبعة السادسة من الملتقى الدولي للطريقة الشيخية وأعلامها بالجزائر وإفريقيا وأوروبا وعموم العالم “سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري” وتحمل شعار “لمّ الشمل كمرجعية دينية والمحافظة على الهوية الوطنية كمرجعية قومية وروحية للأمة”، جوانب من فكر العلامة الصوفي سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري وجهوده في نشر ثقافة لمّ الشمل والتسامح والسلم بين الساكنة وأيضا المحافظة على المرجعية الدينية لبلدنا.

كما أبرز المتدخلون المساهمة الدينية الكبيرة لهذا العالم وحكمته في تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك الشعب، ودوره في إيقاظ الضمائر لمكافحة المحتل الفرنسي إبان الثورة التحريرية المباركة، وأيضا مساهمته في المحافظة على ديننا، الإسلام الحنيف ضد الإنحرافات.

وضمن هذه الأفكار، أوضح الجامعي الشيخ لكحل، رئيس اللجنة العلمية للملتقى في تدخله “أن الزوايا وأتباع الصوفية قد أدوا دورا محوريا في المحافظة على الهوية الوطنية والإسلام وتربية الناشئة الذين حرروا الوطن من الإستعمار الغاشم”.

وتم تسليط الضوء خلال هذه المحاضرات على المساهمات الغزيرة لهذا العالم المتصوف، وما قدمه من أعمال جليلة لفائدة الأمة.

وتم التطرق أيضا إلى عديد المحاور ومناقشتها سيما منها دور العلماء وأتباع الصوفية في المحافظة على هويتنا الوطنية، وحول قيم لمّ الشمل وثقافة السلم والسلم في الإسلام والصوفية.

مقترحات عديدة للمشاركة

وقد اقترحت أكثر من مائة محاضرة للمشاركة في أشغال الملتقى السادس للطريقة الشيخية الذي كانت قد انطلقت أشغاله بجامعة غرداية، إلا أنه تم اختيار نحو عشرين منها ضمن البرنامج، فيما سيتم طبع باقي المحاضرات على شكل مطبوعات، حسب المنظمين.

ويشارك أكثر من خمسين من أتباع الصوفية ومريدي الطريقة الشيخية من داخل الوطن وخارجه في أشغال هذا اللقاء الدولي الذي نُظم بمبادرة من زاوية الشيخ سيدي الحاج بحوص بمتليلي تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي.

دروس وأنشطة على هامش الملتقى

وعلى هامش هذا الملتقى الدولي للطريقة الشيخية، قدمت دروس وأنشطة دينية وحلقات تلاوة القرآن العظيم جماعيا (السلكة) عبر مختلف مساجد مدينة متليلي.

كما برمجت أنشطة متنوعة في سباق الفروسية والجمال وزفاف جماعي لفائدة نحو ثلاثين شابا، حسب المنظمين.

سيدي سليمان بن أبي سماحة

سيدي سليمان بن أبي سماحة هو الفقيه الأديب المحدث العلامة الإمام القطب المربي الصوفي الشهير، وُلد حوالي سنة 865 هـ – 1461م، تعلم في طفولته في المركز الذي أسسه والده سيدي أبو سماحة رئيس البوبكرية، وفجيج التي أشرف عليها المعلمون الأدارسة، في هذين الموضعين اللذين يأويان أشهر مؤسسات الناحية تعلم أصول الدين الشرعية (القرآن الكريم، العقيدة الأشعرية، النحو، الحديث، التفسير، الفقه المالكي).

غادر سيدي سليمان ناحية مسقط رأسه للدراسة في المغرب ثم الأندلس ليتابع في غرناطة دروس مشايخ أجلاء كالشيخ سيدي خليل، وإبن أردون والعلامة السبكي وغيرهم .

ثم ذهب إلى فاس حيث كلف بالتدريس في جامع القرويين الشهير، هذه المهمة التي أداها لمدة سبع سنوات.

وتزوج سيدي سليمان من السيدة عائشة الشريفة بنت سيدي عبد الجبار الفجيجي، وهي من عائلة علماء أدارسة معروفة جدا في فجيج، ومن هذا الزواج ولد سيدي أحمد المجدوب جد المجادبة حسب الرواية كان سيدي سليمان في هذه الحقبة قد تزوج من إمرأة إدريسية أخرى تسمى السيدة المالحة سليلة سيدي عبد الرحمان الودغيري شرفاء بني ونيف أم سيدي محمد، وحسب بعض الروايات فقد تزوج من مرأة أخرى من أحلاف تيوت قد تكون أم للا صفية جدة أولاد أنهار وهناك روايات عديدة تضيف سيدي التومي، المدفون قرب المكان الذي دفن فيه سيدي إبراهيم في الأبيض سيدي الشيخ، وعبد الله المتوفي في سن مبكر والمدفون قرب أبيه في بني ونيف.

جذبته الحركة الصوفية فزار الزوايا النشيطة والتقى بالشيخ القطب سيدي أحمد بن يوسف الملياني شيخ الطريقة الشاذلية في عصره ونال مراده في فترة وجيزة.

ق.م