وقع المجلس الإسلامي الأعلى، الأحد، على اتفاقية إطار للتعاون والشراكة بين الجزائر ممثلة في المجلس الإسلامي الأعلى، ورابطة العالم الإسلامي، حيث أكد غلام الله أن الجزائر بهذه الاتفاقية تضع يدها في يد
الرابطة لمكافحة أفكار التطرف والغلو ونشر قيم الإسلام الحقيقية القائمة على الحوار والتسامح .
وتهدف هذه الاتفاقية الى تحديد اطار التعاون والتبادل بين الطرفين في مختلف التخصصات المتوفرة لدى الهيئتين على أساس التساوي والنفع المتبادل من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
ويتجسد هذا التعاون -بحسب نص الاتفاقية- في تبادل المنشورات والتجارب والمعلومات والبحوث العلمية خاصة في الشأن الديني والفكري وكذا التعاون في تنظيم مختلف الفعاليات العلمية والمشاركة في ترجمة الكتب العلمية والثقافية والمقالات إلى جانب تشجيع العلماء والمفكرين على تجديد الخطاب الديني ونشر الاعتدال وقيم التسامح والحوار، وتنص أيضا على البحث في سبل مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب ونبذ خطاب الكراهية والعنف
وفي تصريح للصحافة عقب مراسم التوقيع، أوضح السيد غلام الله أن “الرابطة لها امتداد ونشاط ونفوذ في كافة أنحاء العالم، لذلك نتطلع للتعاون معها لإزالة الغموض وكشف الحجج الواهية التي تحاك ضد الإسلام والتي يسعى أهلها إلى الحط من قيمة الإسلام الذي يعتبر العلاج الأساسي للروح”، موضحا أن “العالم اليوم يواجه استعمارا فكريا يريد -كما قال -إفراغ الأمة الإسلامية من قوتها وروحها الايمانية”، وأشار الى أن “هذا الاستعمار يتكلم على الحرية، حقوق الإنسان والمرأة، لكنه يخرقها ويستعملها في مصالحه ومآربه ومفاسده”، مبرزا في الإطار نفسه أن الدين الإسلامي الحنيف بريء من هذه السلوكيات، مؤكدا أن الهدف من هذه الاتفاقية هو وضع يد المجلس في يد الرابطة لابراز نور الإسلام وقيمه الحقيقية من منطق التعاون المشترك بين الهيئتين، مضيفا ان هذا التعاون سيمكن من إبراز الإسلام الحقيقي الذي يكرم الإنسان ويدافع عن حريته الحقيقية وتخليصه من الشوائب الذي يوصف بها بهتانا.
بدوره أبرز الأمين العام للرابطة أن الاتفاقية الموقعة مع المجلس تؤطر التعاون الذي ستقوم به الهيئتان لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي ومواجهة أفكار التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن إيديولوجية التطرف استفادت ووظفت الفراغ الذي كان سائدا، مشيرا إلى أن “هذا الفراغ مكن من إطلاق أكثر من 800 شبهة باطلة وضعيفة في بضع سنوات، كما تعمل هذه الاتفاقية -يضيف المتحدث نفسه – على مواجهة حملات التطرف المضاد ونقصد بها حملات الإسلاموفبيا”
وخلال استقباله من طرف غلام الله نوه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بالدور الديني والعملي والفكري والحضاري للمجلس واضطلاعه بمهام نشر أفكار الإسلام الوسطي المعتدل وقيم الحوار والتسامح.