الجزائر- أكدت وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، هدى إيمان فرعون، على ضرورة إعطاء الأولوية للتنفيذ السريع والفعال لمبادئ اللامركزية في التصنيع بغية تمكين مواطني القارتين
الإفريقية والأوروبية من جني ثمار التكنولوجيات الجديدة. كما رافعت ممثلة الرئيس لضرورة إقرار التنمية للقضاء على الهجرة.
وأوضحت الوزيرة في كلمة لها خلال أشغال المنتدى الإفريقي-الأوروبي رفيع المستوى الذي تشارك فيه بصفتها ممثلة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أنه ينبغي إعطاء الأولوية للتنفيذ السريع والفعال لمبادئ اللامركزية في التصنيع لتمكين مواطني القارتين من جني ثمار التكنولوجيات الجديدة والاستعداد لمواجهة الوضعيات المعقدة التي تحدثها التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية الناجمة عن الإبداع البشري، خاصة من خلال الرقمنة.
وأشارت في هذا الشأن إلى أن الاقتصاد الجديد القائم على الرقمنة يتطور بمعدل لا يمكن السيطرة عليه، مبرزة أنه على هذا الأساس، ينبغي أن يكون جميع مواطني العالم صنّاعا لهذا الاقتصاد الرقمي ومستفيدين منه أيضا.
وفي هذا الاطار، أكدت أن الرقمنة تفتح آفاقاً واسعة لفرص الاستثمار والابتكار، داعية الى إقامة شراكة حقيقية وإيجاد حلول فعلية للقضايا التي تثيرها هذه المسألة الأساسية، بما في ذلك من خلال استحداث أشكال جديدة من التعاون حتى تكون المسارات الجديدة التي سوف نرسمها لتطوير اقتصاداتنا، عناصر انسجام وليست عناصر تصادم.
وأشارت في هذا الصدد إلى أنه دون إرادة سياسية أكيدة، سيظل تطوير التعاون الأفرو-أوروبي القائم على المشاركة والتضامن، مجرد وهم، لأن النهج المعتمد حتى الآن يستند إلى العديد من المتطلبات والقيود المفروضة على بلدان الجنوب باسم الكفاءة والعقلانية الاقتصادية، في حين أن مقترحات السياسات الاقتصادية الواعدة بحق لا تجد صدى كبيرا لدى الفاعلين في المجال الصناعي، معتبرة أن التحدي يكمن في التوصل إلى القناعة بأن إفريقيا لن تكون أبدا السوق المحتملة التي ترجوها أوروبا ولن يكون الشباب الإفريقي أبدا قاطرة المستقبل الاقتصادي للقارة الذي نرجوه نحن، بل سيظل بين الاستغلال والهجرة غير الشرعية إذا لم ندرك أن التنمية الاقتصادية على المستوى المحلي هي مسؤوليتنا جميعا.
من جهة أخرى، أكدت الوزيرة أن “التنمية المحلية هي الوسيلة الوحيدة للحد من ظاهرة الهجرة والضرر الذي تلحقه بمواطنينا الأفارقة، خاصة الشباب منهم”، لافتة إلى أنه إن لم يفر السكان من مسقط رأسهم جراء نزاعات مسلحة، فهو البحث عن فرص العمل الذي يدفع بالشباب للمغادرة، بل إن النزاعات المسلحة تجد منبعها أو على الأقل محركا قويا لها في الفقر وبطالة الشباب.
وأشارت فرعون إلى أنه بغرض البحث المستمر عن رفاهية السكان وتحقيق الإنصاف والعدل بينهم، سطرت الجزائر أهدافا واسعة تسعى لتحقيقها في إطار سياسة رئيس الجمهورية، والتي تضع الفرد في طليعة انشغالات الحكومة مع إعطاء أهمية بالغة لترقية وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في كافة التراب الوطني ولكل المواطنين.
وفي هذا السياق، قالت بأن جهود الجزائر تركزت على تطوير شبكات الاتصالات ذات التدفق العالي، في المناطق الريفية، وذات الكثافة السكانية الضعيفة أو في المناطق المعزولة، على حد سواء، مع المدن الكبرى أو مناطق النشاط الاقتصادي، وعلاوة على تكريس تكافؤ الفرص، باعتباره مبدأ أساسيا اعتمدته الجزائر، فإن الهدف يتمثل في المساهمة في تطوير بيئة تتماشى والعصر الرقمي مناسبة للحياة الاجتماعية والاقتصادية ومحفزة للاستثمار واستحداث مناصب شغل موزعة بشكل متكافئ لتقليص تدفق المهاجرين من المناطق الداخلية للبلد نحو المناطق الحضرية، لاسيما تلك التي تعرف كثافة سكانية كبيرة.