خلاف سعودي إيراني يهدد اتفاق أوبك بالجزائر

elmaouid

قالت مصادر من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” إن خلافات قديمة بين السعودية ومنافستها إيران طفت مجددا على السطح في اجتماع لخبراء “أوبك” الأسبوع الماضي، فيما حذرت الرياض من أنها قد ترفع إنتاجها النفطي بقوة لخفض الأسعار إذا رفضت طهران فرض قيود على صادراتها النفطية.

وخصص الاجتماع لبلورة التفاصيل الخاصة بالتخفيضات، قبل اجتماع “أوبك” القادم في 30 نوفمبر الجاري، عقب قرار جرى اتخاذه في الجزائر بخفض الإنتاج إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا بهدف دعم الأسعار.

وأصبحت المواجهات بين القوتين المؤثرتين في أوبك متكررة في السنوات الأخيرة، لكن التوترات هدأت في الآونة الأخيرة بعدما وافقت السعودية على اتفاق لكبح إمدادات النفط العالمية مما زاد من احتمال أن تتخذ أوبك خطوات لدعم أسعار الخام.

وقالت مصادر حضرت اجتماع الخبراء، الذي جرى في 28 أكتوبر، إن تعليقات السعودية بخصوص زيادة الإنتاج كانت مفاجئة حتى لحلفاء الرياض الخليجيين في أوبك.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة الخبراء رفيعة المستوى ستجتمع مجددا في فيينا في 25 نوفمبر للانتهاء من التفاصيل قبل اجتماع وزراء أوبك القادم في الـ 30 من الشهر نفسه.

لكن اجتماعا لخبراء “أوبك” الأسبوع الماضي خصص للعمل على وضع التفاصيل الخاصة بالتخفيضات التي سيجري مناقشتها خلال اجتماع وزاري لأوبك في 30 نوفمبر، شهد صداما بين السعوديين والإيرانيين مرة أخرى وفقاً لأربعة مصادر في أوبك حضروا الاجتماع وتحدثوا لرويترز شريطة عدم نشر أسمائهم.

وقال مصدر في “أوبك” حضر الاجتماع: “السعوديون هددوا بزيادة إنتاجهم إلى 11 مليون برميل يومياً وحتى 12 مليون برميل يومياً مما سيخفض أسعار النفط وهددوا بالانسحاب من الاجتماع”. وامتنعت قيادة منظمة “أوبك” عن التعليق على المناقشات التي جرت خلال الاجتماعات المغلقة الأسبوع الماضي. ورفض مندوبو أوبك السعوديون والإيرانيون التعليق بشكل رسمي.

وزادت السعودية الإنتاج منذ 2014 ليصل إلى مستويات قياسية عند نحو ما بين 10.5 و10.7 مليون برميل يومياً وإضافة إمدادات جديدة لن تؤدي سوى لزيادة تخمة المعروض العالمي التي أدت بالفعل لانخفاض الأسعار أكثر من النصف من 115 دولارا للبرميل منذ منتصف 2014.

وقالت المصادر نفسها إن التهديد السعودي جاء عقب اعتراضات من إيران التي قالت إنها غير راغبة في تثبيت إنتاجها. وتقول إيران إنها يجب أن تعفى من مثل هذه القيود في الوقت الذي يتعافى فيه إنتاجها بعد رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي التي كانت مفروضة عليها.

ويحيي التهديد السعودي ذكريات حرب الإمدادات التي بدأتها الرياض في نهاية 2014 لاستعادة الحصة السوقية من المنتجين مرتفعي التكلفة. وانتقدت إيران وغيرها من أعضاء أوبك بشدة الاستراتيجية السعودية. وخففت الرياض موقفها منذ تعيين خالد الفالح وزيراً للطاقة في ماي هذا العام.

وفي سبتمبر اتفقت أوبك في اجتماع بالجزائر على خفض مبدئي متواضع لإنتاج النفط وذلك في أول اتفاق من نوعه منذ 2008 مع منح وضع خاص لليبيا ونيجيريا وإيران التي تضرر إنتاجها بفعل الحروب والعقوبات.