إن إدمان الذنوب له آثاره السيئة المتنوعة فمن أضراره المُرة: ظلمة وقسوة يجدها العاصي في قلبه ففي الحديث عند مسلم ” تُعرَضُ الفتنُ علَى القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ وأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بَيضاءُ حتَّى تصيرَ علَى قلبَينِ علَى أبيضَ مِثلِ الصَّفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامتِ السَّماواتُ والأرضُ والآخرُ أسوَدُ مُربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يعرِفُ معروفًا ولا ينكرُ مُنكرًا إلَّا ما أُشرِبَ مِن هواهُ “.
ومن آثار إدمان الذنوب: أن المعاصي يجر بعضها لبعض ويولِّد بعضها بعضا والله سبحانه قد نهانا عن إتباع خطوات الشيطان، والمعاصي خطوات له.
ومن شؤم إدمان الذنوب: استهانة العبد بمعصيته لربه واستصغاره لها وهذا مؤشر خطر، قال ابن مسعود رضي الله عنه إنَّ المؤمنَ يرى ذنوبَه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقعَ عليه، وإن الفاجرَ يرى ذنوبَه كذبابٍ مر على أنفه، فقال به هكذا. قال أبو شهابٍ بيده فوقَ أنفِه. ومن آثار كثرة المعاصي: أنها إذا تكاثرت طبعت على قلب صاحبها فكان من الغافلين ففي الحديث عند أحمد والترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني ” إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبِه فإن تاب ونزع واستغفرَ صقلَ قلبُه فإن زاد زادت فذلك الرَّانُ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه ” كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ” المطففين: 14. ويكفي أن إدمان المعاصي سبب لسخط الله ولعقابه في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة.
من العلاجات: احرص على ما يغذي إيمانك ويذكرك بآخرتك فإنه إذا قوي الإيمان كرهت المعصية وضعف وازعها في القلب ” إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون”، استمع تلاوة خاشعة، زر مقبرة، استمع موعظة صل نافلة. وقد وعد الحق سبحانه ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ” العنكبوت: 69. ووعد الله حق ومن مجاهدة النفس إبعادها عن المواطن والأسباب التي تجرها إلى المعصية سواء أكانت جليسا أو مكانا أو غيره.