يعتقد بعض الأولياء بأن الحديث مع الأبناء عن التحرش الجنسي يجب أن يبدأ في سن متأخرة من الطفولة، ولكن الحقيقة أن التوعية يجب أن تبدأ مبكراً، في سن 3 إلى 5 سنوات، وبطريقة تناسب مستوى فهم الطفل.
ويُشدد المختصون على أن وعي الطفل يبدأ في مراحل مبكرة، كما أن فرص التعرض للتحرش الجنسي ربما لم تخطر ببال الأهل، لذلك فإن التوعية هي أفضل سبيل لحماية الطفل.
وأشار المختصون إلى أهمية التواصل مع الطفل دون تخويفه، حتى يتمكن من الإفصاح عن أي أذى تعرض له من المحيط الخارجي. لأن الأطفال عندما يشعرون بالأمان فسيتحدثون عن أي موقف غير مريح، ولتحقيق ذلك، يمكن للأهل اتباع الأساليب التالية:
الاستماع الفعّال والتفاعل الإيجابي
يجب أن يدرك الطفل أن والديه متاحان دائماً للاستماع له دون انتقاد أو توبيخ، لكن السلوك العكسي يخلق حواجز مع الطفل ويُصعب خطوة المصارحة.
تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره
عندما يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره بوضوح، يصبح أكثر قدرة على التفاعل مع المواقف غير المريحة بطريقة صحية، كما أن هذه الخطوة تساعده لاحقاً في مواجهة أي موقف.
المحادثات المستمرة
لا يجب أن يكون هذا الحديث لمرة واحدة فقط، بل يجب أن يكون مستمراً؛ ليبقى الطفل على دراية بحقوقه وبكيفية التصرف في أي موقف مريب.
استخدام أسلوب التحفيز بدلاً من الترهيب
لا يجب تخويف الطفل أو جعله يشعر بأنه محاصر بالخطر، بل تعليمه كيف يحمي نفسه بثقة ووعي، لاسيما وأن الشعور بالخوف المبالغ فيه قد يعيق لاحقاً علاقات الطفل الاجتماعية.
كيف نُعلّم الطفل أن يقول “لا” ويطلب المساعدة؟
شددت الاختصاصية النفسية مها بنورة على أهمية أن يتعلم الطفل قول “لا”؛ حتى يتمكن من مواجهة أي ضرر أو تخطٍّ للحدود معه، وقالت إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال النصائح التالية:
– يمكن للأهل تمثيل مواقف مختلفة وتعليم الطفل كيف يرد بحزم، مثل أن يقول “لا! لا تفعل ذلك” أو “ابتعد عني”.
– يجب أن يعرف الطفل أنه يمكنه الابتعاد والبحث عن شخص بالغ موثوق به إذا شعر بعدم الارتياح.
– توجيه الطفل إلى منْ يمكنه اللجوء إليهم عند الحاجة، مثل الوالدين، المعلمين أو الأقارب المقربين.
– مع انتشار التكنولوجيا، من المهم تعليم الأطفال عدم مشاركة صورهم أو معلوماتهم الشخصية مع أي شخص عبر الأنترنت.
متى يجب على الأهل التدخل؟
إذا لاحظ الأهل تغيرات غير طبيعية في سلوك الطفل، مثل الخوف الزائد، الانعزال، اضطرابات النوم أو فقدان الشهية، فقد تكون هذه علامات على تعرضه لموقف غير مريح. في هذه الحالة، يجب التحدث معه بلطف، وطمأنته بأنه بأمان، ومساعدته على التعبير عما حدث دون ضغط.