خطر المخدرات وأضرارها

خطر المخدرات وأضرارها

لقد جاء النهيُ والتحريم عن كل مُسكِر ومُفتِّر وإن تغيَّرت أشكالُه واختلفت أسماؤه؛ لِمَا له من الضرر والمفسدة على العقل والصحة، والبدن والمال والدِّين؛ أي: الضروريات الخمس التي جاء الإسلام لحفظِها وحمايتها؛ ولِما له من الضرر على المجتمع والأسرة بتفككهما، وتقويض أركانهما؛ فمن أضرار المخدِّرات:

– ضياع المال وإنفاقه فيما يضر ولا ينفع، وقد جاء في الحديث: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أن اكتُبْ إليَّ بشيء سمِعتَه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه: سمِعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله كرِه لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال”.

– ومِن مفاسد المُخدِّرات انتشارُ الجرائم؛ من قتل وهتك للأعراض، وارتكاب للفواحش؛ ذلك لأنها من أعظم وسائله، وأبرز طرقه، فكم دمَّرتِ المُخدِّرات من أسرة آمنة، وأضاعت من مالٍ، وهتَكَت مِن عرض، وقطعت مِن رحم! فهي أمُّ الكبائر، ورأس الخبائث، وسببٌ لجميع المصائب والشرور، وإذا كانت البلاد التي لا تدين بالإسلام تحارِبُه وتكافحه، وتصرف الأموالَ الطائلة من أجل حماية مجتمعاتها وشعوبها من أضراره وغوائله، فنحن أَولى بذلك.

– من مفاسد المُخدِّرات العقوبةُ الدينية، وسوء الخاتمة، وهذا معروفٌ؛ لأنها تؤدي إلى الجنون والخبل، وترك الفرائض المعلومة، وفعل المنكرات والكبائر العظيمة، ولا شك أن ذلك يؤدي حتمًا إلى سوء المآل.

– ومن مضارِّها فقدان الشخصية، وذَهاب العزة، وضياع الشرف، حتى يُصبِح الإنسان بالمخدِّرات دَنيءَ النفس، عبدًا لشهوته، مهزوزَ الشخصية، موضعًا للسخرية، وهي فوق ذلك تضر بالصحة والعافية، ويكون الجسم بها فريسةً لمختلف الأمراض الفتَّاكة القاتلة المُعدِية، كريهَ المنظر، نتن الرائحة.

– إن من أعظم أسباب تعاطي المخدِّرات وشرب المسكرات: مصاحبةَ أصدقاء السوء، ورفقاء الشر، فهم مَن يُزيِّن المنكر ويُجمِّله، فيقولون: إنه يقوِّي العزيمة، ويُنشِّط الذاكرة، ويجعل مِن الإنسان رجلًا شهمًا، ومِن الجبان شجاعًا قويًّا، وهي على العكس مِن ذلك تمامًا؛ ولذا جاء التحذيرُ مِن الصديق السيِّئ؛ ففي الحديث: “لا تُصاحِب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ”.

– إن على الأسرةِ الدورَ في توعية أبنائها، وتحذيرهم مِن خطر المخدِّرات والمسكرات؛ ذلك لأن دورَ الأب لا يقتصر على الحفاظ على أبنائه من الأمراض البدنية، وجلب لهم ما ينفعهم في أبدانِهم ومعاشهم فحسب، بل عليه أعظم مِن ذلك حمايتُهم من الأمراض الفتَّاكة، والأوبئة النفسيَّة المدمِّرة، التي تضر بدينهم وآخرتهم، وفي الحديث عن عبد الله بن عمر يقول: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ ……………..”. وتقع المسؤولية أيضًا على عاتق المجتمع، من خلال التوعية والإرشاد في وسائل الإعلام؛ لأن الضرر لا يقتصر على متعاطي المخدِّرات، بل يتعدى إلى المجتمع بأسرِه.