تعيش عشرات العائلات ببلدية المقرية بالعاصمة وضعا كارثيا بسبب أزمة السكن، بعدما تحولت أقبية البعض منها إلى مصب للمياه القذرة التي تتجمع بين الفينة و الأخرى ويزداد الوضع سوء عند تهاطل الأمطار، في المقابل فإن أكثر من 100 عائلة أخرى تعيش رعب انهيار بناياتها بشكل يومي نظرا للاهتراء الذي بلغته، أما عائلات أخرى فقد قادتها المشكلة إلى اللجوء للبيوت الفوضوية في انتظار التفاتة السلطات نحوها وإنقاذها من التشرد الذي هي عليه .
تترّقب قرابة 250 عائلة نصيبها من عمليات الترحيل بسبب الأوضاع غير الطبيعية التي تعيش على أساسها، بحيث تشكو 25 منها بحي سيلا من تدفق المياه القذرة بأقبيتها التي هي مأواها منذ عقود، كما تعاني 137 أخرى بحي بومعزة من خطر انهيار سكناتها التي أكل عليها الدهر وشرب، شأنها في ذلك شأن 37 عائلة أخرى متضررة من حياة التشرد بالبيوت الفوضوية، داعين السلطات إلى الالتفات إليهم والوقوف على وضعهم الذي لم يعودوا قادرين على تحمله، وأن السنوات بمرورها لا تزيدهم إلا معاناة على معاناة .
ودعت العائلات القاطنة بالأقبية الواقعة بحي سيلا السلطات إلى التعجيل في إدراجها ضمن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية، خاصة وأنها تعاني الأمرين بسبب تدفق مياه الصرف الصحي من القنوات إليهم على مدار السنة، سيما خلال تساقط الأمطار الغزيرة بسبب تسرب المياه عبر جدرانها المهترئة والتي أتت على أفرشتهم وأثاثهم، ناشرة الروائح الكريهة في أرجائها، كما طالب سكان حي بومعزة بانتشالهم من الوضع الذي يتواجدون عليه و إنقاذهم من خطر الموت المحدق بهم وقد أعربوا عن قمة استيائهم من استمرار التغاضي عما يقاسونه يوميا داخل مساكن غير صالحة للاستعمال البشري في ظل غياب أهم ضروريات العيش الكريم على غرار الكهرباء، الغاز، المياه والتهيئة، وهو الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم وليس هذا فقط، بل ذكر هؤلاء بأنهم قضوا عقودا داخل هذه البيوت التي أسقفها مشيّدة من الزنك والقصدير، وتآكلت جدرانها نتيجة الرطوبة العالية شتاء والحرارة الحارقة صيفا، وأوضحت العائلات أن سكناتها لم تعد تتحمل قساوة الطبيعة، حيث أضحت في وضعية تشكل خطرا عليهم بالنظر إلى التشققات التي انتشرت بالأسقف والجدران، متخوفين في الوقت ذاته من إمكانية انهيارها في حالة بقائهم لمدة أطول بها،
وتشكو أيضا 37 عائلة أخرى من معاناة التشرد في بيوت فوضوية غير مستقرة داعية إلى حفظ كرامتها بشقق محترمة قبل فوات الآوان .
إسراء.أ