خطر الانهيارات ما يزال يتربص بهم.. سكان البنايات المهترئة بحسين داي يرفضون الترميم 

خطر الانهيارات ما يزال يتربص بهم.. سكان البنايات المهترئة بحسين داي يرفضون الترميم 

لم تنتهِ اشكالية البنايات المهددة بالانهيار ببلدية حسين داي مع تسجيل حالات هلاك مواطنين هوت فوق رؤوسهم شرفات منازل أكل عليها الدهر وشرب، كما لم تُسوَ المشكلة رغم احتجاجات السكان الذين يقضون ليالٍ بيضاء مع كل تهاطل للأمطار. ورغم الضجة التي أثارها المتضررون واستمرار مراسلاتهم لمختلف السلطات لافتكاك حقهم، إلا أن الوضع بقي على حاله وتنفس المسؤولون الصعداء مع حلول فصل الصيف اعتقادا منهم أن المعنيين بالمشكلة سيركنون إلى الصمت، وهو ما لم يحدث باعتبار أن عددا من السكان لاسيما القاطنون بعمارة 72 شارع طرابلس المصنفة في الخانة الحمراء صعّدوا لهجتهم بمناشدتهم الرئيس تبون التدخل لإنصافهم، مؤكدين أن وضعهم الكارثي لم يسمح لهم بممارسة حياتهم بشكلها الطبيعي وأنهم لن يكفوا عن المطالبة بحقهم في سكن لائق حتى ينالوه.

ناشد سكان البنايات الآيلة للسقوط بحسين داي تدخل الرئيس تبون وإرسال لجنة تحقيق تقف بجدية على مأساتهم أملا في إيجاد حل للوضعية الحرجة التي يعيشونها في بنايات هشة، وإنقاذهم من الموت تحت الأنقاض، خاصة الذين يقيمون في عمارات مصنفة في الخانة الحمراء، بسبب تآكل أجزاء منها، ولم تعد تصلح للسكن قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه، مقترحين كراء سكنات لائقة لكل القاطنين بعمارات الموت لمدة عامين، وتهديم كل البنايات الهشة وإعادة بنائها، عوضا عن ترميمها وإرجاع الساكنين إلى بيوتهم الأصلية، بينما ينتظر آخرون ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل أن تباغتهم ردوم الأسطح والجدران الهشة، التي لم تعد قادرة على التحمل أكثر، كونها تعد من النسيج العمراني القديم للعاصمة، وتأثرت أيضا بالعوامل الطبيعية، خاصة زلزال 2003 الذي ألحق أضرارا جسيمة بمعظمها.

وحسب المتضررين، فإن بقاءهم بالعمارات القديمة يعد انتحارا لهم، مؤكدين أن البنايات القديمة تتطلب الهدم الكلي، حيث سبق للمجلس السابق أن خصص مبلغ خمسة ملايير سنتيم لترميم كافة واجهات عمارات شارع طرابلس، غير أن المشروع ليس له أي أثر في الواقع إلى حد الآن، وأشاروا إلى أنهم تكفلوا بأنفسهم بمهمة استقدام خبراء مختصين لمعاينة عدد من العمارات الذين أقروا بأن أكثرها لم يعد صالحا للسكن، وفي حالة ما إذا تم ترميمها فإنها تحتاج لمبلغ يفوق 30 مليار دينار جزائري وفي حالة أنه لم ينفق عليها هذا المبلغ فستشكل خطرا حتميا على قاطنيها، حيث أنه وبسبب حالة الاهتراء التي وصلت إليها وهشاشة سلالمها وتساقط أسقفها أصبحت تشكل مصدر خطر على سكانها وحتى على حياة المارة والمواطنين الذين أصبحوا هم الآخرين عرضة لسقوط الشرفات عليهم، كما تزداد خلال فصل الشتاء مخاوفهم بسبب تسرب المياه داخل الشقق السكنية، ضف إليها تبعات مرور الترامواي والاهتزازات التي يفتعلها في كل مرة .

إسراء. أ