خطاب الرئيس “قوي وصريح” واستنهض الأئمة والدعاة، محمد عيسى: سنترجم نداء الرئيس إلى أعمال…….”التكفيريون” هم من دفع الجزائريين إلى الاحتفال بالسنة الميلادية

elmaouid

الجزائر- حمّل وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى “التكفيريين” الذين أشار إليهم  بـ”الأبواق وأشباه المثقفين وأشباه المفتين والعلماء” مسؤولية جعل الجزائريين يحتفلون بأعياد السنة الميلادية بشكل” جعل عائلاتنا تنكفئ عن الأفراح الأصيلة إلى أفراح دخيلة”.

واعتبر محمد عيسى أن حالة الفراغ والتردد والتيه التي يعيشها العالم الإسلامي الذي أصبح يستنهض بعض الأبواق وبعض أشباه المثقفين وأشباه المفتيين والعلماء في أن يحاربوا الفرحة والبهجة والفن والجمال في بلاد المسلمين هو الذي جعل عائلاتنا تنكفئ عن الأفراح الأصيلة إلى أفراح دخيلة”، مشيرا إلى حملة التكفير التي طالت مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي حيث قال “في تقديري عوض أن نهاجم هؤلاء ونطفئ شمعتهم علينا أن نشعل فوانيسنا وأنوارنا وشمسنا التي هي شمس النبي محمد صلى الله عليه وسلم” وعطف على قوله مضيفا “نحن لا نلوم المسيحيين لأنهم احتفلوا بميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، فهو نابع من ثقافتهم” قبل أن يتساءل “هل اللوم على بعض العائلات الجزائرية التي تحتفل بذلك لأننا لم نعطها نحن الأئمة والدعاة والنخب والمثقفين ووسائل الإعلام، فرصة للفرح والتعبير عنه” ليجيب بالقول “عندما تتواتر الفتاوى ضد مولد النبي عليه الصلاة والسلام ويُحرم مجرد الاحتفال بمولده ويُبدّع ويُفسّق ويُشتم ويُلعن أولئك الذين يحتفلون بميلاد خير البرية صلى الله عليه وسلم لمن نترك إذن فرصة إدخال البهجة في قلوب الجزائريين سوى لهؤلاء الذين تمكنوا من أن يبدعوا في الاحتفال بنبي الله عيسى عليه السلام؟”.

 

خطاب الرئيس تناول بشكل صريح ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي

وعاد محمد عيسى إلى خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال ملتقى الوسطية والذي جاء في سياق الرد على المهاجمين على من يحتفل من المجتمع الإسلامي بأعياد الميلاد” حيث قال إنه كان “قويا وصريحا” لكونه استنهض الأئمة والدعاة والأمة جميعا لرفع راية الإسلام وتقديم الصورة الصحيحة عنه”، حيث  تناول (الخطاب) بشكل صريح ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي من إرادة بعضها نابع من حقد وبعضها من جهل في تشويه صورة الإسلام باتهامه بأنه دين الفوضى ودين القتل والعنف وبث الكراهية”. وأوضح أن الخطاب استوقف الأمة جميعا لما يحدث في دول الجوار، فأشار بطريقة صريحة لما يحدث من سفك للدماء في ليبيا واليمن وسوريا والعراق التي ضربت باسم الدين وباسم الطائفية والنحل والمذهبية، وهذه دعوة من فخامته لنعود إلى وسطية الإسلام”.

 

رئيس الجمهورية كان وسطيا في توجيه اللوم للعالم

 

وأضاف الوزير في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الأولى أن ” رئيس الجمهورية كان وسطيا في توجيه اللوم للعالم الآخر الذي يتهم الإسلام بهذه التهم في حين هو بريء وعلامة براءته -كما قال الرئيس- هي تلك الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ساقها خطابه، والتي تدل دلالة واضحة على براءة الإسلام من العنف والتقتيل والحرق والتشريد والصورة الفوضوية التي يراد إلصاقها به. ورغم ذلك لم تجنبه علامة براءته التهم الموجهة من الآخر الذي يحقد عليه، لذلك نادى فخامة الرئيس بطريقة صريحة علماء الإسلام بأن يرفعوا راية الإسلام عالية وأن يستلهموا من كتاب الله وسنة نبيه الكريم المبادئ السمحة للإسلام  التي تدعو إلى العفو والاعتدال والوسطية كل في مؤسسسته “وتقديم الصورة الحقيقية عن الدين الإسلامي الحنيف” داعيا المسلمين إلى إشعال “فوانيسهم وشمعة محمد صلى الله عليه وسلم” قبل “محاولة إطفاء شمعة الآخرين”.

و قال محمد عيسى إن هؤلاء جعلوا المسلمين مهمشين في مجتمعات غير مسلمة من خلال اعطاء صورة تعزز الاعتقاد بأن الاسلامي يشكل مصدر خطر وخوف عليهم وهم يعطون الحجة لإعداء الإسلام فتخلق الإسلاموفوبيا .

 

الفتنة عندما تحل تعمي الأبصار وتعطل العقول

وحذر عيسى من الفتنة التي قال إنها عندما تحل تعمي الأبصار وتعطل العقول وتضيّق الصدور وتعتقل الألسنة حتى لا تنطلق ويصبح المجتمع منكفئا عن الهم العام ليتحول إلى الأمن وهمّ الأسرة والنجاة بالأبناء وهذا عرفناه في الجزائر”

وأشار الوزير إلى أن ما يحدث في العالم الإسلامي حدث في الجزائر من قبل حيث كان مصدر تشتيت بعدما كان مصدر توحيد، وذكر حين رفعت بعض المساجد من منابرها نداء حيّ على الجهاد بدلا من حيّ على الفلاح، قبل أن يعود الوزير ليقول إن “الجزائر خرجت من هذا الغبش والتشويه والانكفاء بجهد ميثاق السلم والمصالحة والوطنية الذي مكنها من طي صفحة الماضي وسمح ليرجع بعضهم إلى بعض والعفو عن بعضنا البعض”، مضيفا أن هذه الفترة مكنت من لملمة الصفوف وكفكفة الجراح وجعلت من الأمة الجزائرية الآن مدرسة في اجتثاث التشدد والوقاية منه حتى أصبحت قبلة ومدرسة  تستورد الدول تجربتها ومنهج المصالحة الوطنية.

 

المشرق يعيشون ما عشناه في التسعينات ونحن مؤهلون لنصدّر تجربتنا

 

وذكر الوزير أيضا أن المشرق يعيشون ما عشناه في التسعينات ونحن مؤهلون لنصدّر هذه التجربة على مستوى الإعلام والبحث الجامعي أو الأئمة أو شيوخ الزوايا، قبل أن يضيف أنه ينبغي أن ترجع الرشادة إلى الخطاب الديني والوعي بالصراع العالمي ليتابع “استقبلت مسؤولي دول يريدون أن ينقلوا منهاج تقويم الأئمة إلى دولهم وهناك من يريدون تنظيم منوال التدين على منوال الجزائر “

وعلى صعيد آخر، تطرق وزير الشؤون الدينية إلى البرنامج التكويني المزمع  تنظيمه من قبل مصالحه والذي يمتد لأشهر حيث أوضح أنه سيشمل جميع الائمة الذين سيخضعون خلاله لفترات تكوينية لمواكبة التحديات الجديدة، مشيرا إلى أن الندوة الأولى المقررة شهر جانفي المقبل ستتناول خطاب الرئيس في ملتقى الوسطية من أجل ترقية الوسطية والدفاع عنها. وقد شدد على أن الوزارة ستترجم الخطاب الأخير للرئيس إلى برنامج عمل ستسير عليه.

 

 إخضاع جميع الأئمة للتكوين سعيا لترجمة نداء رئيس الجمهورية إلى أعمال

وفي سياق متصل شدد محمد عيسى  على الأئمة الذين اضطلعوا بتلك المهمة أن يواكبوا التحديات الجديدة التي أشار إليها رئيس الجمهورية في ملتقى الوسطية وهي إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام في نظرته للحياة والعمل والإنتاج والرفاه والجمالية والنظافة والمحبة والرقي ” وأضاف:” الحق يقال إن بعض الأئمة تكيفوا تلقائيا مع المرحلة الجديدة لأنهم خضعوا لتكوين جيد، لكن البعض الآخر وجدوا قبل أن تنشأ منظومة التكوين في 2008 ، ونحن بصدد إخضاع جميع الأئمة لهذا التكوين سعيا منا لترجمة نداء رئيس الجمهورية إلى أعمال، فقد طلب فخامته أن ينبع من ملتقى الوسطية الذي ينظمه أسبوع القرآن الكريم برنامج عمل من أجل ترقية الوسطية والدفاع عنها. وفي هذا الإطار فإن الندوة الأولى التي ستنعقد في جانفي المقبل ستتضمن نداء فخامة الرئيس من أجل الدفاع عن الوسطية ورفع راية الإسلام”، على حد قوله .