خريطة استفزازية منسوبة للرئيس التركي تفتح مجالا كبيرا للاستفهام… أردوغان يطعن في رسمية الحدود بين الجزائر والمغرب ؟ !

elmaouid

 

الجزائر- ظهرت خريطة منسوبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صفحة له على موقع شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تبرز حدودا مفتوحة بين الجزائر والمغرب على مستوى ولايتي بشار وتندوف

.

وتعتبر هذه الخطوة “غير بريئة” سواء كانت الصفحة لرئيس تركيا أو منسوبة إليه كونها تطعن في حقيقة تاريخية وقانونية أنهت حربا شرسة بين الأشقاء وهي الحدود المرسومة والثابتة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المغربية بناء على القاعدة التي تبنتها منظمة الوحدة الافريقية في 1963 القاضية بترسيم الحدود بين الدول على أساس الحدود الموروثة عن الاستعمار .

ويتمحور موضوع الخريطة حول دول المغرب العربي تفصل بينها الحدود السياسية مرسومة بالخط المتواصل، باستثناء الحدود الجزائرية المغربية على مستوى ولايتي بشار وتندوف التي وردت بخط متقطع، في إشارة صريحة إلى كونها حدودا غير ثابتة و غير معترف بها رسميا، ما يعني بلغة الواقع تغذية الطرح التوسعي الذي كان إلى يوم قريب يتحدث به لسان حزب الاستقلال المغربي عبد الحميد شباط.

وتضمن المنشور صورة للرئيس اردوغان ونصا مكتوبا منسوبا اليه يقول فيه إن “اشقاءنا في دول المغرب العربي في مقدمة الشعوب العربية والاسلامية التي تقف معنا وتدعم سياستنا  ونقول لهم أنتم دوما محل تقدير”.

و تطرح هذه الخريطة مجالا “استعماريا” معروفا لدى الطروحات المخزنية بناء على الخريطة التوسعية التي نشرها علال الفاسي قبل أكثر من 60 عاما، وتحديدا غداة استقلال المملكة وثورة الجوار الذي اطلق رهانا على ضم أرض الجزائريين وهم في قلب معركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي الذي تنازل عن تونس والمغرب ليتفرغ للجزائر مثلما هو معروف تاريخيا.

وتقف أنقرة الى جانب المملكة المغربية في طرحها في قضية الصحراء الغربية، دون تحفظ ، وهو موقف مفهوم إذا أوعز إلى أن تركيا في التاريخ المعاصر وقفت الى جانب الغرب في الحرب الباردة وحتى ضد حركات التحرر في اطار “حلف الناتو” ، كما أن تركيا احتضنت احد اكبر الاحلاف العسكرية وهو حلف بغداد الذي نقل إلى الاراضي التركية و يدعى بحلف “السانتو” أو الخلف المركزي في اطار سياسة ملء الفراغ  والاحتواء التي كانت تقودها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط فضلا عن استفادتها من دعم قدره 400 مليون دولار في 1947 الى جانب اليونان في اطار ما سمي بمبدأ ترومان.