خبراء شددوا على أهمية تقوية المناعة لتقليل المضاعفات الشديدة للعدوى.. مرضى السكري ليسوا “أعلى عرضة” للإصابة بالأمراض الفيروسية المعدية

خبراء شددوا على أهمية تقوية المناعة لتقليل المضاعفات الشديدة للعدوى.. مرضى السكري ليسوا “أعلى عرضة” للإصابة بالأمراض الفيروسية المعدية

تؤكد الرابطة الأمريكية لمرض السكري ADA  في نشراتها التثقيفية الصحية في موقعها الإلكتروني، على أن السلوكيات الصحية في الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية هي الخطوة الأولى والأهم في حماية مريض السكري وغيره من الإصابة بالأمراض الفيروسية المُعدية. وتضيف أنه مع الحرص الدقيق والمستمر على اتباع السلوكيات الصحية في الوقاية من الإصابة بالأمراض، كخفض الاختلاط بالغير وتجنب الأماكن المغلقة المزدحمة ونظافة وغسل اليدين واتباع الإتكيت الصحي في العطس والسعال وعدم لمس الفم والأنف وغيرها، تبقى الخطوة الأخرى المهمة أيضاً في ضمان تمتع مريض السكري بعمل جيد لجهاز مناعة الجسم هي الحرص المستمر على إبقاء معدلات نسبة سكر الغلوكوز في الدم ضمن المستويات الطبيعية المطلوبة علاجياً.

السكري والأمراض الفيروسية

تضيف قائلة ما مفاده؛ مع الحرص على التطبيق الصحيح والمستمر لخطوات الوقاية من الإصابة بالأمراض الفيروسية للجهاز التنفسي، فإن مرضى السكري ربما ليسوا أعلى عُرضة للإصابة بتلك الأمراض الفيروسية المعدية، مقارنة بغيرهم من عموم الناس، لكنهم، كما هو الحال لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة خطيرة، أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات والمرض الشديد جراء تلك العدوى الميكروبية. والمشكلة التي يواجهها مرضى السكري ليس أن هناك فرصة أكبر للإصابة بالفيروسات والميكروبات، بل هي في المقام الأول مشكلة احتمال معاناة أكبر من الأعراض المرضية وسوء نتائج ومضاعفات وتداعيات الإصابة الفيروسية. لكنها تستدرك قائلة؛ إذا ما تم اتباع خطوات الوقاية من الإصابة بالأمراض الميكروبية، وتمت إدارة معالجة مرض السكري بطريقة جيدة وفاعلة، فإن احتمال خطر الإصابة بأمراض فيروسية شديدة يصبح تقريباً كما هو الاحتمال لدى عامة الناس من غير المُصابين بمرض السكري.

وبالمقابل، فإن معاناة مريض السكري من أي انتكاسات مرضية، ميكروبية وغير ميكروبية، قد يتسبب باضطرابات في التحكم بضبط نسبة الغلوكوز في الدم، والتي منها ارتفاع نسبة السكر في الدم وحالات الحماض الكيتوني السكري.

 

الجهاز المناعي

الجهاز المناعي يلعب دوراً مهماً في الجسم، وخاصة لدى مريض السكري، وذلك في حماية الجسم من ميكروبات البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وكذلك الأورام. ويتعامل جهاز المناعة مع هذه التهديدات بعدة طرق مختلفة، مثل ابتلاع البكتيريا وقتل الطفيليات وخلايا الأورام والخلايا المصابة بالفيروسات.

ورغم التعقيد الشديد لمكونات جهاز مناعة الجسم والتشعب في طريقة عمله، فإنه يُمكن لمريض السكري إدراك عدة جوانب مهمة عبر مراجعة عدد من النقاط ذات العلاقة بتقوية جهاز مناعة الجسم لديه، وكيفية تحقيق ذلك ضمن طرق المعالجة والسلوكيات الصحية في الحياة اليومية.

خلايا الدم البيضاء

يظل الجزء الرئيسي في جهاز مناعة الجسم والذراع الفاعلة فيه هو المكون الثاني، أي خلايا الدم البيضاء بأنواعها المتعددة وإفرازاتها المتنوعة من المواد الكيميائية ذات التأثيرات الحيوية في التفاعلات المختلفة لآليات عمليات المناعة بالجسم. أي أن خلايا الدم البيضاء التي ينتجها نخاع العظم تضبط وتساعد الجهاز المناعي على أداء دوره الحيوي.

وللتوضيح، تلعب خلايا الدم البيضاء دوراً مهماً جداً في الجهاز المناعي حيث إنها هي التي تقاوم البكتيريا والفيروسات التي تصيب الجسم بشكل مباشر. وهناك 3 أنواع رئيسية من خلايا الدم البيضاء…

– الخلايا المحببة

– الخلايا الليمفاوية

– الخلايا الأحادية

وتساعد الخلايا المحببة على ابتلاع البكتيريا والفطريات والطفيليات. وهناك 3 أشكال مختلفة من الخلايا المحببة؛ الخلايا المتعادلة التي تشكل 70 في المائة من خلايا الدم البيضاء بالجسم، والخلايا الأساسية، والخلايا الحمضية، التي يلعب كل منها دوراً مختلفاً في عمليات مناعة الجسم.

 

استجابات مناعية

تحدث الاستجابة الالتهابية لجهاز المناعة عندما تصاب الأنسجة بالبكتيريا أو السموم أو أي سبب آخر. وحينها تطلق الخلايا التالفة موادا كيميائية، بما في ذلك الهيستامين، والبراديكينين والبروستاجلاندين. وتتسبب هذه المواد الكيميائية في تسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى داخل الأنسجة التي تعرضت للميكروبات مثلاً، ما يسبب التورم. ويساعد هذا الانتفاخ والتورم على عزل الميكروبات عن التلامس الإضافي مع أنسجة الجسم الأخرى. كما تجذب هذه المواد الكيميائية أنواع خلايا الدم البيضاء للقيام بعمليات القضاء على الميكروبات، وفي نهاية المطاف يتكون القيح من مجموعة من الأنسجة الميتة والبكتيريا الميتة والخلايا الحية الميتة.

والمستضدات بالتعريف الطبي هي مواد توجد على سطح الخلايا أو الفيروسات أو الفطريات أو البكتيريا، وعادة ما تكون تلك المواد مكونة من مركبات بروتينية، أي مواد من ضمن المكونات الطبيعية والأساسية لتلك الميكروبات أو الخلايا الطبيعية أو غير الطبيعية (السرطانية) في الجسم. كما يمكن أن تكون المستضدات عبارة عن المواد غير الحية التي قد تدخل الجسم، مثل السموم والمواد الكيميائية والأدوية والشظايا. ولذا يتعرف الجهاز المناعي على هذه المواد التي تحتوي على المستضدات، ثم يعمل على إتمام عملية تدميرها بنجاح، أو يبذل أقصى جهده في محاولة لتدميرها.

 

أنواع المناعة

تقسم الأوساط الطبية حصانة مناعة جسم الإنسان إلى نوعين أو خطين دفاعيين، النوع أو الخط الأول يُسمى “مناعة فطرية طبيعية”، والنوع أو الخط الثاني يُسمى “مناعة مكتسبة”.

حصانة المناعة الفطرية: هي مناعة غير تخصصية وغير نوعية، وهي نظام الحماية الفطرية التي يُولد بها الإنسان، أي أنها مناعة متوارثة موجودة في جسم الإنسان منذ ما قبل الولادة في المرحلة الجنينية. وهي غير تخصصية وغير نوعية، لأنها لا تملك “ذاكرة مناعية”، وذلك بالمقارنة مع المناعة المكتسبة، التي تملك ذاكرة مناعية تمكنها من ملاحظة الأمراض أو الميكروبات التي سبق للمرء الإصابة بها ويكون الجسم قادراً بشكل أسرع وأدق على التعامل معها عند عودة الإصابة بها أو التعرض لميكروباتها.

وتتضمن المناعة الفطرية عدداً من الحواجز الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، التي تعمل على منع تمكن الميكروبات والعناصر والمواد الضارة من الدخول إلى الجسم. ولذا تشكل هذه الحواجز خط الدفاع الأول في الاستجابة المناعية.

المناعة المكتسبة

المناعة المكتسبة هي حصانة غير فطرية يكتسبها الجسم من مصدرين. المصدر الأول مناعة ذاتية مكتسبة، وهي التي تتكون وتتطور مع التعرض لمختلف مواد المستضدات البروتينية الموجودة على سطح الخلايا أو الخلايا المقتحمة من الفيروسات أو ميكروبات الفطريات أو البكتيريا. وتنشأ وتتكون وتتطور هذه المناعة المكتسبة حينما يقوم جهاز المناعة ببناء مكونات دفاعية ضد هذا المستضد المحدد لكل نوع من الخلايا أو ميكروبات الفيروسات أو الفطريات أو البكتيريا.