هناك عادة خطيرة تزيد احتمالية سرطان القولون بنسبة 8% لدى الرجال و19% لدى النساء، فما هي؟ وما أعراض هذا النوع من السرطانات؟ وما أفضل وسيلة لتقليل خطر الإصابة به؟ الأجوبة وغيرها في هذا التقرير.
ما العادة التي تزيد احتمالية سرطان القولون؟
الجواب هو التدخين، إذ حذر مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية في قطر من أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، الذي يعد ثالث أكثر الأورام السرطانية شيوعا على مستوى العالم، وذلك في إطار إحياء شهر التوعية بسرطان القولون والمستقيم خلال شهر مارس من كل عام.
وفي هذا الإطار، قال المختصون إنه في حين قد تتسبب بعض العوامل أيضا في الإصابة بسرطان القولون، ومنها طفرات جينية موروثة، ونمط حياة غير صحي مثل نظام غذائي عالي الدهون أو منخفض الألياف وحياة خاملة من دون ممارسة أي نشاط بدني؛ فإن التدخين يؤثر أيضا سلبا على تطور المرض والاستجابة للعلاج.
وأشارت الدراسات الوبائية المتراكمة إلى أن المدخنين معرضون لخطر متزايد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما يزيد التدخين أيضا في حالة حدوث المرض، ويعزز هجرة الخلايا السرطانية؛ لذا يزيد خطورة الوفاة جراء الإصابة به.
كما تشير الدراسات أيضا إلى أن معدلات الوفاة من سرطان القولون والمستقيم أعلى بشكل ملحوظ لدى المدخنين مقارنة بغيرهم من غير المدخنين، كما أظهرت تلك الدراسات أن لكمية وعدد سنوات التدخين دورا في زيادة العلاقة بين التدخين وسرطان القولون، حيث تراجعت الإصابة بهذا السرطان لدى الذين سارعوا إلى التوقف عن التدخين قبل مرور 10 سنوات على الأقل، علما أن بعض الدراسات وجدت أن النساء المدخنات أكثر عرضة لسرطان القولون من الرجال.
الجدير بالذكر أن من بين هذه الدراسات، دراسة قام بها المعهد النرويجي للصحة العامة، وتضمنت بيانات عن أكثر من 600 ألف رجل وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 19 و67 عاما، وأصيب ما يقرب من 4 آلاف شخص منهم بسرطان القولون، وكشفت التالي:
كانت احتمالات الإصابة أكبر بالنسبة للمدخنين، خاصة النساء؛ حيث زاد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 19% بين النساء المدخنات.
زاد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 8% بين الرجال الذين يدخنون.
ما العوامل الأخرى التي تزيد فرص الإصابة بسرطان القولون؟
النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، وذلك وفقا لمركز الحسين للسرطان.
وجود اللحميات، وهي زوائد تنمو على الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة، وتكون عادة لدى الأشخاص فوق سن 50 عاما. ومع مرور الوقت، إذا لم تتم إزالة هذه اللحميات فإنها قد تصبح سرطانية وتنتشر لمناطق أخرى في الجسم.
وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وجود تاريخ شخصي للإصابة بالسرطان.
ما أعراض سرطان القولون؟
قد لا تظهر أي أعراض، خاصة في المراحل الأولى؛ لذا فإن الفحوص تكون فعالة في إيجاد اللحميات والكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم. فلو كنت فوق سن 50 عاما، ينصح مركز الحسين للسرطان بإجراء فحوص دورية للكشف عن سرطان القولون في عيادة الكشف المبكر.
الأعراض الشائعة لسرطان القولون:
الإمساك أو الإسهال.
الشعور بأن الأمعاء لا تفرغ بالكامل.
وجود الدم في البراز.
غائط أقل كثافة من المعتاد.
آلام متكررة تسببها الغازات أو الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء.
خسارة الوزن دون سبب.
الإرهاق المتواصل.
التقيؤ والغثيان.
أسباب تدعو لإجراء تنظير القولون
يؤكد الأطباء أن تنظير القولون يعد أفضل وسيلة لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، كما أن الجميع معرض للإصابة ببوليبات القولون والمستقيم، التي قد تؤدي لاحقا إلى حدوث سرطان القولون.
وهذه أهم الأسباب التي تدعو إلى تحديد موعد لإجراء تنظير القولون:
سرطان القولون يمكن أن يصيب أي شخص.
تنظير القولون يقي من سرطان القولون، فعلى عكس العديد من أنواع السرطان الأخرى، يمكن الوقاية من سرطان القولون، فهو بشكل عام يتطور من كتل صغيرة تدعى بوليبات (سلائل) القولون، وتنمو من بطانة القولون أو المستقيم، ويمكن أن تصبح بعض هذه البوليبات سرطانية مع مرور الوقت. ويفيد تنظير القولون في اكتشاف هذه البوليبات واستئصالها مبكرا، مما يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون.
قد لا تسبب بوليبات القولون وسرطان القولون في مراحله المبكرة أية أعراض؛ لذا ينصح الأطباء بإجراء تنظير القولون عند المعرضين لخطر الإصابة وعدم الانتظار لحين ظهور الأعراض؛ حيث إن تنظير القولون يسمح بالكشف المبكر، كما يمكن من خلاله القيام باستئصال بوليبات القولون قبل أن تتطور إلى سرطان.
أما في حال وجود أعراض مثل ظهور الدم في البراز، أو التغير المفاجئ في عادات الأمعاء، أو ألم البطن غير المفسر، أو فقدان الوزن، فيجب القيام بتنظير القولون بعد استشارة الطبيب المختص.
تنظير القولون ليس إجراء مؤلما، ويجرى عادة أثناء ما يسمى “نوم الشفق” أو التخدير الواعي، وبسببه لا يشعر 99% من الأشخاص بالانزعاج أثناء الفحص.
تنظير القولون يتسم بالدقة، إذ يطلق الأطباء على تنظير القولون اسم “المعيار الذهبي” لسبب وجيه؛ إذ يمكنهم من خلاله الكشف عن أكثر من 95% من سرطانات القولون والمستقيم وبوليبات القولون الكبيرة، التي يُحتمل أن تتحول إلى سرطان.
تنظير القولون آمن، وبالرغم من الإشاعات التي تشير إلى عكس ذلك، فإن تنظير القولون آمن للغاية عند إجرائه من قبل مختصين ذوي خبرة. أما خطر حدوث نزيف وثقب في القولون فهو منخفض للغاية؛ إذ يصاب أقل من واحد في الألف بنزيف أو ثقب في الأمعاء، في حين يصاب واحد من كل 22 شخصا بسرطان القولون في حياته.