تربويون: “التنظيم المنهجي لأوقات الدراسة يساعد التلاميذ على الاستيعاب”
أنهى التلاميذ الفصل الثاني في أجواء غير مستقرة جراء الإضراب الذي مس قطاع التربية والذي تسبب في تعطيل الدروس وعدم جاهزية التلاميذ لاجتياز الامتحانات، بسبب تراكم الدروس مع كثافة البرنامج الدراسي، الأمر
الذي جعل تلاميذ الأقسام النهائية يستغلون العطلة لاستدراك ما فات في سباق متعب مع الزمن.
الدروس الخصوصية لتسهيل الفهم
تعرف حصص الدروس الخصوصية اقبالا واسعا، من طرف التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط وكذا شهادة البكالوريا، حيث لجأ هؤلاء إلى هذه الدروس من أجل تسهيل الفهم، وبالتالي الاستيعاب السريع لمحتوى البرنامج الدراسي، خاصة وأن الأساتذة الذين يقدمون حصص الدروس الخصوصية يقومون بشرح مفصل للدروس، وكذا اجراء تمارين ونشاطات عديدة من أجل استيعاب التلاميذ لأكبر قدر من المعلومات التي تفيدهم خلال الامتحانات، حيث قال أحد أساتذة الرياضيات بالطور الثانوي لـ “الموعد اليومي”، إنه منذ توقيف الاضراب في المؤسسات التربوية، سارع التلاميذ الممتحنون نهاية السنة إلى حجز مقعد في الحصص المدعمة، كون الأساتذة في الأقسام صاروا يقومون بعملية حشو للمعلومات فقط دون شرح الدروس، نتيجة للضغط الممارس عليهم من قبل الوزارة، وكذا كثافة البرنامج الدراسي إلى جانب عامل الوقت الذي لم يعد لصالحهم، حيث صاروا يسابقون الزمن حالهم حال التلاميذ، الذين ورغم الظروف التي يعيشونها غير أنهم أكدوا في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، أنهم يبذلون أقصى مجهوداتهم من أجل النجاح في الامتحانات حتى وإن تطلب الأمر أن يدرسوا 24 ساعة كاملة يوميا.
تربويون ينصحون بإتباع منهجية للمراجعة
قال العديد من التربويين الذين حاورتهم “الموعد اليومي”، إنه يجب على التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط وكذا البكالوريا أن يقوموا بتنظيم وقتهم خلال عطلة الربيع، ومحاولة الاستفادة منها في استدراك الدروس الضائعة ومراجعتها، وذلك من خلال اتباع منهجية للمراجعة تتمثل في القيام بجدول توقيتي منظم يتوزع بين فترات المراجعة والراحة، وأكد المتحدثون في هذا السياق أن الفترة الصباحية تعد من بين أهم فترات المراجعة، لما لها علاقة بالجانب البيولوجي للتلميذ حيث تكون قدراته العقلية من تركيز وانتباه في أوجها، كما شدد التربويون على إلزامية أخذ التلاميذ لقسط من الراحة وقالوا إنه يجب عليهم تخصيص أوقات للراحة خلال الفترة المسائية، مشيرين أيضا إلى أن تكثيف المراجعة بشكل عشوائي دون مراعاة طاقة التلميذ، سوف يعود بالضرر عليهم من حيث خلط الأفكار في أذهانهم وتشويشها، وبالتالي يزيد هذا من قلقهم وتخوفهم من عدم اتمام المراجعة، فيعيش التلاميذ في ضغط مستمر يولد توترا نفسيا مقلقا فيما بعد.
وفيما يتعلق بالدروس الخصوصية، فقد قال التربويون إنها إذا كانت تقدم وفق منهجية وتوقيت منظم دون ضغط، فهذا يساعد التلميذ على إيجاد نوع من التوازن والتقليل من القلق والخوف من الامتحان، كما أشاروا إلى الدور الهام للأولياء في مساعدة أبنائهم خاصة من الجانب النفسي، بتوفير جو من الارتياح دون الضغط اللامحدود في تكثيف المراجعة غير الممنهجة.