أنا صديقكم أسامة من البليدة، متزوج وأب لولدين، موظف بشركة خاصة وأحظى باهتمام الجميع خاصة المسؤولين على هذه الشركة، كوني عنصرا فعالا فيها، وأحمد الله كثيرا على هذه النعمة.
لكني تعرضت مؤخرا لمشاكل مع زوجتي بسبب ذهابي باستمرار لزيارة أمي والوقوف على متطلباتها، وهنا وجدت زوجتي تقف ضدي فيما أقوم به تجاه أمي وتطلب مني التقليل من زيارتها وعدم صرف أموالي عليها بحجة أنها تتقاضى منحة أبي من تقاعده بعد وفاته يمكنها توفير كل متطلباتها.
في حين أنها تمد من مالي لأمها متحججة بأن والدها يتقاضى مرتبا شهريا بسيطا لا يسد كل الحاجيات ومتطلبات الأسرة.
وهنا وجدتني سيدتي حائرا في كيفية التصرف مع زوجتي التي تصر على مطلبها، وأنا خائف إن سمعت كلامها ستدعو عليّ أمي بالشر ولا أفلح في حياتي مستقبلا.
ولذا لجأت إليك سيدتي لمساعدتي في إيجاد حل يريح الطرفين، فأنا لا أريد أن أخسر زوجتي وأم أولادي وبالمقابل لا أريد أن أفرط في أمي.
الحائر: أسامة من البليدة
الرد: لقد صدمتني أخي أسامة في تصرفك مع زوجتك في هذا الموضوع وأنك لا تريد أن تخسرها كونها أم أولادك، فعيب على زوجتك أن تطلب منك عدم زيارة والدتك والكف عن صرف أموالك عليها بحجة أن لها منحة وبالمقابل هي تساعد أهلها بمالك كون والدها يتقاضى مرتبا شهريا بسيطا.
وهذا ليس من حقها، في حين أنه من واجبك أنت أن تعيل والدتك وتزورها وتقف على توفير ما تحتاجه وتصرف عليها من مالك حتى ولو كان لديها أموال، ففرحتها بما تقدمه لها أنت أكثر مما تشتريه بمالها الخاص.
ولذا، فعليك أن توقف زوجتك عند حدها ولا تتركها تتدخل في هذا الشأن خاصة وأن أمك بحاجة إليك في هذا العمر بحكم كبر سنها، فزوجتك أنانية ولا تحب لك الخير لأنها لو كانت كذلك لما دعتك لمقاطعة أمك، فكان من المفروض أن تقف إلى جانبك وتدعوك إلى البر بوالدتك وتقوم هي أيضا بخدمتها وتسهر على راحتها كما تفعل ذلك مع أهلها.
أتمنى منك أخي أسامة ألا تنفذ كلام زوجتك وألا تتركها تتدخل في شؤونك مع أمك خاصة وأنك لم تقصر من مسؤوليتك تجاه أسرتك (زوجتك وأولادك)، واستمر في خدمة أمك ووفر لها كل ما تحتاجه ولا داعي للنظر إلى أن لها منحة.
فاحذر أن تتغير مع أمك في برها وخدمتها، فإن فعلت ستكسرها وتخسر كل ما فعلته من قبل لأجلها ومرضاة لله تعالى في البر بالوالدين عملا بقوله سبحانه وتعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عنك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
فديننا الحنيف جاءت فيه عدة آيات قرآنية صريحة في كيفية التعامل مع الوالدين، فاحذر أن تتعامل مع والديك بعكس ما جاء في الدين.
وكن واثقا أن دعوات والديك عليك بالخير ستنجيك في دنياك من كل مكروه.
نتمنى أن تزف لنا أخبارا سارة في هذا الموضوع ونطلب الهداية لزوجتك.