أنا صديقكم حمزة من بسكرة، متزوج وأب لثلاثة أولاد، لم يسعفني الحظ في تكملة مشواري الدراسي، وفضلت ممارسة التجارة، فاقترحت الأمر على شقيقي ليكون شريكي في مشروع تجاري، فوافق لأنه هو كان يرغب
في ذلك، فأقمنا المشروع ونجحنا فيه لأننا خططنا له سويا بصورة محكمة وذكية. أحمد الله على هذا التوفيق والنجاح في تجارتنا، لكن خلال السنتين الأخيرتين وعقب زواج أخي كل شيء تغير في حياتنا التجارية، حيث أصبح أخي لا يشاركني في ممارسة مهامنا التجارية وفي كل مرة يتحجج بظرف ما يمنعه من المجيء إلى المحل. وفي مرات عديدة أتجاوز هذه الممارسات السلبية من أخي حفاظا على تجارتنا وأيضا لكي لا أخسره، لكن يبدو أن هذا الأخير لم يضع حسابا لهذه التجاوزات ونسي أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وأمام هذه التجاوزات أفكر جديا في القيام بمشروعي التجاري بمفردي دون مشاركة أخي، لكني خائف أن أخسر شقيقي بسبب التجارة ولم أجد غيرك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في اتخاذ القرار الصائب.
الحائر: حمزة من بسكرة
الرد:
نحييك أخي حمزة على خوفك من أن تخسر شقيقك بسبب التجارة ورغبتك في إصلاح حاله وإرجاعه إلى الطريق الصواب، قبل أن تخسره، وهذا من حقك ما دام شريكك في مهمتك التجارية، وقد وافق منذ البداية (بداية انطلاق مشروعكما التجاري)، على أن يكون إلى جانبك في ممارسة هذا النشاط، لكنه تغير بعد زواجه.
وهذا ليس عذرا أخي حمزة، لأنه لو كان يعمل في مؤسسة عمومية أو خاصة لا أظنه سيفعل ذلك. ولذا فأنت مطالب بالحديث الصريح مع شقيقك وتوضيح له أن نجاح تجارتكما مرهون بالتخطيط المحكم والدقيق، وأي تهاون من أحدكما يدفعكما إلى الفشل، وحتى لا يحدث ذلك لا بد أن يعود إلى سابق عهده، وعليك أن تكون صارما معه وألا تقوم بمهامه واتركه يقوم بها بنفسه، وثق أخي حمزة إن وضحت لأخيك هذه الأمور سيعود إلى رشده ويعترف بخطئه، وإن لم يرض بإصلاح اعوجاجه واستمر في تعنته وفي تصرفاته المشينة، حينها أخبره بأنك ستستقيل من مشاركته المشروع التجاري وسيقوم كل واحد منكما بذلك بمفرده، وفي هذه الحالة لا لوم عليك أخي حمزة لأن شقيقك لم يرد إصلاح نفسه، وأنت مطالب بحماية تجارتك خاصة وأنها مصدر رزقك الوحيد.
أملنا أخي حمزة أن تزف لنا أخبارا سارة عن هذا الموضوع، وأن يعود شقيقك إلى رشده.. بالتوفيق.