بعدما وجدت صعوبة في اختيار شريكة حياتي وساءت أحوالي بسبب هذا المشكل، قررت أن أستشيرك في مشكلتي علني أجد الحل من طرفك. فأنا شاب عمري 38 سنة موظف بمؤسسة خاصة، أشغل منصبا مهما ولدي كل الإمكانات للزواج وتكوين أسرة، لكن مشكلتي أنني حائر بين اثنتين، الأولى فتاة جميلة ومؤدبة ومن عائلة ثرية وهي قريبة زوجة أخي، والثانية فتاة متوسطة في كل شيء وهي زميلة لي في العمل، تحظى
باحترام الجميع وهي إنسانة ذات أخلاق عالية ومتفهمة وقنوعة وتختلف تماما عن الأولى، وترددي في الارتباط بهذه الفتاة يكمن في عدم توقع الناس ارتباطي بهذا المستوى المتوسط وسأكون محل نقد من الجميع كون الفتاة كما سبق وذكرت متوسطة في كل شيء، وخائف إن تركتها واخترت بدلها الأولى أن أندم. ولهذا قررت استشارتك سيدتي الكريمة بخصوص هذه المشكلة التي دمرت حياتي وجعلتني أعيش في دوامة من القلق والحيرة، وأملي كبير في أن أجد حلا يريحني من العذاب الذي أتخبط فيه بسبب حيرتي في من أختار من الفتاتين. فأرجوك دليني على الحل الارجح لمشكلتي.
الحائر: نسيم من بومرداس
الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنك تضع في اعتبارك عوامل غير منطقية وغريبة في اختيار شريكة حياتك، كرأي الناس فيك إن اخترت الفتاة الثانية كونها متوسطة في كل شيء وغير مناسبة لك، ومتردد في الارتباط بالأولى أيضا لاعتبارات غير أساسية في الزواج، فلا أنت مقتنع بالأولى ولا بالثانية كونك تضع اعتبارات للناس وما سيقولون عنك إن اخترت إحدى الفتاتين، رغم أن الزواج اختيار شخصي بحت ومصيري لأنك أنت الذي ستتزوج الفتاة وتعيش معها وليس الناس، وعليك أن تختار الفتاة التي يميل إليها قلبك وتسعدك وتفهمك وتستوعبك وتهتم بك وتأمنها على نفسك وحياتك ومالك، من تصلح لتكون أما صالحة لأولادك. وليكن اختيارك بتفكيرك وبرضاك لا بعيون الناس. وثق أن الزواج علاقة أسمى من أن تحصرها في نطاق الوجاهة والشكل.
وعليك اختيار فتاة أحلامك وشريكة حياتك ممن يتوفرن على مواصفات تجعلك تعيش مرتاحا في حياتك معها وتكون لك خير رفيق. وإن كنت فعلا مترددا في اختيار الفتاة المناسبة من بين الاثنتين فعليك اختيار فتاة أخرى تكون أنسب لك ويكون ذلك بقناعتك وتفكيرك لا بأعين الآخرين وما سيقوله عنك الآخرون في اختيارك لفتاة أحلامك وشريكة حياتك.
أملنا أخي نسيم أن نسمع عنك أخبارا سارة في المستقبل القريب وتزف لنا خبر زواجك من فتاة تكون في مستوى تطلعاتك وأحلامك.. بالتوفيق.