خائفة أن ينفّذ ابني تهديده بالهروب من البيت إن استمريت في مطالبته بالابتعاد عن أصدقاء السوء

خائفة أن ينفّذ ابني تهديده بالهروب من البيت إن استمريت في مطالبته بالابتعاد عن أصدقاء السوء

أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أولاد، كانت حياتي الزوجية في السنوات السابقة على أحسن ما يرام، وقد وفقت في تربية أولادي وحرصي على دراستهم وتفوقهم فيها، لكن خلال الموسم الدراسي الحالي (2025/2024) لمست أن سلوكات ابني الذي يدرس في السنة الثانية ثانوي قد تغيرت، وكلما كلمته في الموضوع وطلبت منه تغيير سلوكاته والابتعاد عن رفقاء السوء يستخدم أسلوب التهديد معي ويحاول إظهار قوته ليفرض رأيه ويفعل ما يريد إلى جانب أنه يسهر إلى وقت متأخر من الليل يكلم أصدقاءه المنحرفين.

ولا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن تصرفات ابني معي بهذه الطريقة دون علم والده، فأنا لا أريد أن أخبر زوجي بتصرفات ابني السلبية خوفا من أن يفعل فيه مكروها كونه (زوجي) عصبيا ويتصرف بطريقة غير لائقة خاصة في مثل هذه الأمور.

أدرك تماما أن ابني يمر بمرحلة عمرية صعبة في حياة الإنسان (مرحلة المراهقة)، حيث يعتقد أنه أصبح رجلا ويريد فرض رأيه وسيطرته، وفي أحيان كثيرة ينسى أنني أمه ويعلي صوته عليّ بطريقة تجعلني أتذمر منه.

لقد وصلت إلى مرحلة صعبة مع إبني خاصة وأنه في كل مرة يهددني بالهروب من البيت إلى وجهة لا يمكنني معرفتها.

وأنا جد خائفة سيدتي الفاضلة أن ينفّذ ابني تهديده لي بترك البيت إن أصريت على محاسبته ومطالبته بترك أصدقائه، خاصة وأن أحد أصدقائه هرب فعلا من البيت بسبب محاسبة أهله له على أفعاله غير السوية.

وهنا وجدتني حائرة في كيفية التصرف مع ابني .

لذا لجأت إليك لمساعدتي في إيجاد حل لإبني لإعادته إلى رشده وإبعاده عن رفقاء السوء.

الحائرة: أم صعيب من برج البحري

 

الرد: لست وحدك سيدتي أم صهيب مما تعانيه مع ابنك المراهق، بل هناك الكثير من الأمهات يشتكين من مثل هذه السلوكات والتصرفات التي ينتهجها أبناؤهم خاصة إذا أخفت الأم ذلك الأمر عن زوجها خوفا من قيامه بتصرف لا يحمد عقباه مثل ما فعلته أنت سيدتي الكريمة، أي أنك أخفيت ذلك عن زوجك، رغم أن الأمر ضروري لإنقاذ ابنك من طريق غير لائق وأيضا كون تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأبوين.

ولذا فأنت مطالبة سيدتي الفاضلة في إعادة النظر في تعاملك مع ابنك واختاري الوقت المناسب الذي يكون فيه (ابنك) في حالة مزاجية جيدة وناقشيه في أسلوب تعامله لك الذي لا يليق وعليه ألا يستخدم التهديد كأسلوب في كل مرة يشعر فيها بالغضب، وإن تطلّب الأمر إيصال ما يقوم به إلى والده فافعلي ذلك، وهذا بإمكانه أن يعيد ابنك إلى رشده ويستقيم في سلوكاته ويغير من طريقة معاملته لك وأيضا ضروري جدا إبعاده عن رفقاء السوء لأنه واضح أنهم يؤثرون عليه بالسلب.

واعلمي سيدتي أن تسامحك معه في كل مرة وإخفاء الأمر عن والده هو الذي دفعه للاستمرار في تلك التصرفات غير اللائقة معك، ولا تظهري خوفك أمامه من تهديده لك بالهروب من البيت.

ولذا فلابد من التحدث بصراحة مع ابنك في هذا الموضوع وأخبريه إن استمر في ذلك الطريق ستخبرين والده بالأمر.

نتمنى أن تتحسن ظروفك مع ابنك في أقرب الآجال، وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا.