أنا صديقتكم سعيدة من وهران، عمري 33 سنة، ماكثة بالبيت، لم يسعفني الحظ في إيجاد عمل رغم أنني أملك عدة شهادات وفي مختلف التخصصات، لكن لم تشفع لي ولا واحدة منها (الشهادات) في إيجاد عمل.
كان أملي كبيرا في الحصول على عمل في أي مؤسسة عمومية أو خاصة، لكن طال انتظاري مما دفعني إلى التفكير في الزواج وبناء أسرة خاصة وأنني رفضت عدة خطاب تقدموا إلي بصفة رسمية في السابق لكن في كل مرة أرفض والآن أنا بحاجة إلى تكوين أسرة ولا أحد طرق باب أهلي طالبا يدي.
أنا نادمة سيدتي الفاضلة على ما اقترفته في حق نفسي فلا عمل وجدته ولا زواج وحتى أهلي تغيرت معاملتهم لي بعدما وصلت إلى هذه السن، وبقيت دون زواج ولا عمل. وكلما سمعت بقريبة لي تزوجت أو إحدى بنات الجيران أشعر بحسرة وندم كبيرين، ولم أجد غيرك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل يريحني من العذاب الداخلي الذي أتخبط فيه وخائفة من أن أرتكب حماقة في حق نفسي بسبب عدم زواجي.
الحائرة: سعيدة من وهران
الرد:
لست وحدك أختي سعيدة من تملك شهادات ولم تجد عملا، ولست الوحيدة من عانت البطالة بل هناك الكثير من الشباب الجزائري تحصلوا على شهادات عليا وفي تخصصات مختلفة عانوا ولا زالوا يعانون من البطالة، خاصة في هذه الفترة حيث أعلنت الحكومة عن سياسة التقشف بسبب انخفاض أسعار البترول وقد أصدرت (الحكومة) أيضا تعليمة بتجميد عملية التوظيف خلال السنتين (2015 – 2016) وهذا لا يعني أنك لن تجدي عملا، بل عليك الاستمرار في البحث فربما يكون الحظ حليفك في إحدى المرات.
ولا تشترطي أن يكون عملك يناسب الشهادة التي تملكينها، بل عليك القبول بأي عمل يمكنك من كسب الخبرة وبالموازاة ابحثي عن عمل يناسب مستواك التعليمي.
أما عن تكوين أسرة والزواج فلا داعي للقلق لأن الله عز وجل لم يكتب لك هذا النصيب بعد، وعليك بالتضرع إلى رب العالمين ليرزقك بزوج صالح يقدّرك ويحترمك.
أما بخصوص معاملة أهلك لك فلا بد أن تنظري في مختلف جوانبها بنظرة عاقل، فربما تكونين السبب في توتر علاقتك بأهلك بسبب الضغوط الداخلية والنفسية التي تعيشينها بسبب عدم إيجاد عمل وعدم الزواج.
أملنا أختي سعيدة أن تزفي لنا أخبارا سارة عن هذه المعاناة وبأنك خرجت منها سالمة معافاة. بالتوفيق.