نزل الشاعر والروائي الفلسطيني الكبير على برنامج “القلم” الذي يعده ويقدمه الروائي الجزائري واسيني الأعرج عبر التلفزيون الجزائري.
وتحدث الشاعر والروائي الفلسطيني نصر الله إبراهيم، عن مشروعه “الملهاة الفلسطينية”، التي تتكون من عدة روايات، كل رواية لها استقلالها الخاص، عالج فيها تحديثات كثيرة، خاصة وأن الكتابة في القضية الفلسطينية بقيت مؤجلة دائما انطلاقا من مبدأ دعها تنضج، غير أنه وبعد الانتفاضة الثانية، أدرك أنه لا شيء يؤجل إذا كنا حقا نؤمن بهذه القضية على حد تعبيره.
وأشار المتحدث، إلى أنه واحد من أبناء النكبة الأولى، فقد ولد بعد 6 سنوات من النكبة وعاش تفاصيلها (جوع، مرض، عدم وجود مدارس، أفق مقفل تماما من كل الجهات).
«في مخيم الوحدات جوار عمان بدأت حياتي في مدارس كانت عبارة عن خيمة، لم تكن هناك مقاعد، كنا نجلس على الأرض وفي كثير من الأحيان على الطين، كان هناك كتابا واحدا في يد المعلمة، ومنذ ذلك اليوم كان حلمي أن يكون لي كتابا خاصا بي، وأكيد انتظرت طويلا لأن يكون لي كتابا فيما بعد”، يقول نصر الله.
وذكر صاحب “شرفة الهاوية”، أنه كتب الشعر والرواية في نفس الوقت، مشيرا إلى أن قصيدته الأولى كتبها في المرحلة الاعدادية في الصف التاسع تحت عنوان “جاء أستاذ اللغة العربية”، وقد رثى فيها أستاذه الذي كان قد استشهد.
وأضاف، أنه في المرحة الابتدائية كتب روايتين بسيطتين جدا، متأثرا بشكل أساسي بالأدب الحزين وبروايات إحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله، ولم يكن قد قرأ بعد لنجيب محفوظ.
ثم انتقل – حسب قوله – إلى معهد المتعلمين التابع لوكالة الغوث وهناك درس وأكل وأقام مجانا، لينتقل بعدها إلى المملكة العربية السعودية ويعمل مدرسا، وكانت أول طائرة يركبها إلى الصحراء، وقد ذكر أنها تجربة قاسية لأن الملاريا كانت منتشرة في ذلك الوقت وأصيب بها، وكتب عنها أكثر من مرة ويبدو أنها لا تنتهي لفرط قساوتها – يضيف المتحدث – كما لفت إبراهيم نصر الله، إلى أنه كتب رواية “براري الحمى”، حينما كتب أكبر ديوان له “الخيول على مشارف المدينة”، حيث صدر الديوان قبل صدور الرواية ونال شهرة واسعة، كما نال جائزة أفضل ديوان شعري، ليؤجل بعد ذلك إصدار الرواية إلى سنة 1985 بحكم أن ذلك الزمن كان زمن الشعر، وقد أحدث صدورها ضجة كبيرة جدا لفرط جنونها الحداثي لأنها كتبت تحت تأثير مسرح العبث وتحت تأثير المسرح الإغريقي ومسرح شكسبير التقليدي.
وأشار المتحدث، إلى أنه في سنة 2007 نشر 6 روايات من مشروع الملهاة الفلسطينية، مبينا أن المشروع هو الثمرة المباشرة لما بعد معركة بيروت، التي فرضت حالة من الضياع والتشتت، حين قرأ جملة لبن غوريون يتحدث فيها عن الفلسطينيين تقول: “سيموت كبارهم وينسى صغارهم”، لافتا إلى أن القضايا الكبرى تحتاج إلى تقنيات كبيرة لإيصالها إلى العالم، وإلى الناس.
وخلال إجابته على أسئلة ومنها مراوحته بين الشعر والرواية، أوضح الروائي إبراهيم نصر الله أن الشعر والرواية يتبادلان الخبرة في هذا المجال، قائلا: “بعض الروايات مثل طيور الحذر، لو لم أكن شاعرا لما استطعت أن أكتبها”.
وأكد نصر الله أنه لم يكتب رواية لم يفكر فيها لمدة خمس سنوات، مشيرا إلى أن العمل الروائي عمل تركيبي.
وتم خلال المقابلة عرض واسيني الرواية الأخيرة الموسومة بـ “طفولتي حتى الآن”.
وجاءت الرواية في 512 صفحة، وتحكي سيرة كاتبها كجزء من سيرة شعبٍ على مدى 60 عاماً، عبر قصة حبّ فلسطيني مختلف غير عابئ بالحروب والفقر والقهر والمخيمات والشتات الفلسطيني.
ب\ص