المبدعة سميرة بن عيسى لـ "الموعد اليومي":

حين تتويجي بجائزة “كتارا” للرواية العربية شعرت أن القدر فقط أكمل ما بدأه الإلهام

حين تتويجي بجائزة “كتارا” للرواية العربية شعرت أن القدر فقط أكمل ما بدأه الإلهام
  • الشعر هو جذري الأول والرواية هي امتداده الطبيعي

 

تُوجت المبدعة سميرة بن عيسى، مؤخرا، بجائزة “كتارا” للرواية العربية في دورتها الحادية عشر (11) بالدوحة القطرية في فئة رواية الفتيان عن روايتها الموسومة بـ “سيفار – ناي الروح”.

فعن هذا التتويج المشرف للجزائر والمبدعة وأمور ذات صلة بمسارها الأدبي، تحدثت الشاعرة والكاتبة المبدعة سميرة بن عيسى لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…

أولا نبارك لك التتويج بجائزة “كتارا” للرواية العربية، كلمينا عن مشاركتك في هذه المسابقة إلى حين تتويجك بها؟

شكرا جزيلا على التهنئة. في الحقيقة، لم أشارك في جائزة “كتارا “بنيّة مسبقة أو تخطيط خاص، ولم أكتب “سيفار” من أجلها أصلا. كانت البداية قصة طويلة كتبتها سنة 2023 بدافع شخصي خالص، ثم تطورت بتلقائية إلى رواية ناضجة دون أن أدرك أنني أتهيأ لعمل سيصل إلى هذا المدى. حين أعلنت الجائزة باب الترشح، شعرت أن الرواية تطلب أن تُرسل، كأنها تعرف طريقها وحدها. لم أخطط للفوز، بل تركت النصّ يمضي بحدسه، كما كُتب بحدس منذ البداية. وحين جاء التتويج، شعرت أن القدر فقط أكمل ما بدأه الإلهام.

ماذا عن روايتك المتوَّجة بهذه الجائزة؟

“سيفار – ناي الروح” رواية وُلدت من حدس أكثر مما وُلدت من تخطيط. لم أكتبها، بل اكتشفتها في داخلي كما يُكتشف الأثر المدفون في الذاكرة. تدور أحداثها في عالم متخيَّل مستلهم من مدينة سيفار الحقيقية في جبال التاسيلي بالجزائر، مدينة الأسرار والأنوار الصخرية. لكنها ليست رواية عن المكان فحسب، بل عن الإنسان حين يفقد صلته بالروح ويحاول استعادتها. الرواية موجّهة لليافعين، لكنها تخاطب أيضًا القارئ البالغ بروحه الأولى، بروحه التي لم تفسدها التجربة بعد. هي رحلة بحث عن النقاء، عن صوت داخلي يذكّرنا بأننا أكثر من أجسادٍ عابرة في هذا العالم.

أسماء عديدة من بلدان عربية نافستك في نيل اللقب، فهل كنت تتوقعين أن تكون هذه الجائزة من نصيبك؟

أبدا، لم أتوقع الفوز. كان يكفيني أن تصل «سيفار» إلى القارئ وأن تُقرأ كما أردتها. لذلك جاء الإعلان عن فوزها كدهشة حقيقية، بل كرسالة من الحياة تقول إن الإخلاص للنص يكفي لأن يعبُر. الجوائز جميلة، لكنها ليست الهدف، هي فقط تؤكد أنك كنت في الطريق الصحيح. أما الجمال الحقيقي فيبقى في تلك اللحظة التي تنتهي فيها من كتابة العمل وتشعر أنه اكتمل كما أراد هو، لا كما أردت أنت.

أثنت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة مليكة بن دودة على نيلك للجائزة عبر صفحتها الخاصة على الفايسبوك.. ما قولك؟

أشكر معالي الوزيرة على تهنئتها وكلماتها الراقية التي أسعدتني وشرّفتني. دعمها للمبدعين يعكس إيمانها العميق بأن الثقافة ليست ترفا، بل ركيزة في بناء الوعي الوطني. وقد قلتها وسأكررها: إن دعمكم للمبدعين هو ما يمنحنا الدافع للاستمرار والإيمان بقيمة الكلمة والفن في بناء وطن أجمل.

ما هي أبرز محطاتك الإبداعية في مجال تخصصك؟

بدأت رحلتي مع الشعر، بكل أشكاله. نشرت نصوصا عديدة، وفزت بجوائز مهمة، ثم وجدت نفسي تنجذب نحو السرد من باب التجريب أولا، ثم من باب الإيمان بأن الحكاية يمكن أن تحمل الشعر في داخلها. «سيفار» كانت المنعطف الأهم في تجربتي، لأنها جمعت بين اللغة الشعرية والخيال السردي، بين الصوت الداخلي والتشكيل الدرامي. والآن أعمل على الجزء الثاني منها الذي يتناول تاريخ سيفار ونشأتها في إطار فانتازي تأملي أوسع.

أي الأجناس الأدبية تفضلين الإبداع فيها؟

الشعر هو جذري الأول، والرواية هي امتداده الطبيعي. أجد في الشعر صفاء الروح، وفي الرواية اختبارا للعقل والخيال معًا. ما يهمّني ليس الشكل بقدر ما يهمّني الجوهر؛ أن يكون النصّ صادقًا، حيًّا، قادرًا على لمس القارئ في نقطةٍ عميقة لا تُرى.

حاورتها: حاء/ ع